آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

التصوف في عُرف علماء الأمة





نُتابع مدى اهتمام وعناية الأئمة الأربعة بعلم التصوف من خلال استعراض مواقفهم في هذا الشأن: 

الإمام أحمد بن حنبل : كان فقيهُ الحنابلة رحمه الله يقول لولده عبد الله: “يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم (الصوفية)؛ فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة…”. 
ورُوي عنه كذلك قوله بشأن الصوفية: “لا أعلم قوماً أفضل منهم”.وفي طبقات الحنابلة: “ذُكر في مجلس أحمد بن حنبل معروف الكرخي، وهو من أئمة التصوف، فقال بعض من حضره: هو قصير العلم، قال أحمد: أمسك عافاك الله، وهل يُراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف”.وعند ابن الجوزي في صيد الخاطر: “قال أحمد بن حنبل: وهل يُراد بالعلم إلا ما وصل إليه معروف”. 
وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل، أنه قال: “قلت لأبي: هل كان مع معروف شيء من العلم؟ فقال لي: يا بني، كان معه رأس العلم: خشية الله تعالى”. 

الإمام الشافعي : قال: “صحبت الصوفية فلم أستفد منهم سوى حرفين، وفي رواية سوى ثلاث كلمات، قولهم: الوقت كالسيف إِن لم تقطعه قطعك، وقولهم: نفسَك إِن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وقولهم: العدم عصمة”. 

وقد صحبهم عشر سنين كما يذكر الشعراني رحمه الله، حتى قال: “حُبِّبَ إِليَّ من دنياكم ثلاث: تركُ التكلف، وعِشرةُ الخلق بالتلطُّف، والاقتداء بطريق أهل التصوف”.وقال الجنيد : “كان الشافعي من المريدين الناطقين بلسان الحق في الدين”.وكان الشافعي يسأل الدعاء من العارف بالله إدريس بن يحيى الصوفي، ذَكَر ذلك الحافظ أبو نعيم في“الحلية”، والحافظ البيهقي في “مناقب الشافعي”، والحافظ الذهبي في “سير أعلام النبلاء”، وابن أبي حاتم في “آداب الشافعي ومناقبه”.

لذلك فهو يوصي بالجمع بين الفقه والتصوف فيقول شِعراً في ديوانه: 

فقيهــًا وصوفيًّا فكُـــن ليسَ واحــــداً 
فــــإني وحــقِّ اللـــه إيـَّــــاك أنـصَحُ 

فذلك قـــــاسٍ لــم يـذق قلبُه تُقـى 
وهذا جهــول، كيف ذو الجهل يصلـح 

أبو حنيفة : نقل الفقيه الحنفي الحصكفي صاحب الدر المختار بأن أبا حنيفة كان من أئمة طريقة التصوف ومن أرباب الشريعة والحقيقة. 

وقال ابن عابدين في حاشيته متحدثاً عن أبي حنيفة، تعليقاً على كلام صاحب الدر المختار: “هو فارس هذا الميدان؛ فإِن مبنى علم الحقيقة على العلم والعمل وتصفية النفس، وقد وصفه بذلك عامة السلف”. 

فهلاَّ تأسى الفقهاء والعلماء بهؤلاء الأئمة، فساروا على نهجهم، وجمعوا بين الشريعة والحقيقة، بين الفقه والتصوف، لينتفعوا وينفع الله بعلمهم، كما نفع بأئمتهم العظام، معادن التقوى والورع، رحمة الله عليهم أجمعين.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق