نفحات الطريق

يعنى الموقع بالتأصيل الشرعي للتصوف المقتبس من مشكاة نور النبوة والتعريف بمقامات وأعلام الصوفية. إلى جانب نشر كتب ورسائل عن التصوف.

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

تفسير قوله تعالى :يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر...

(يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)

الخمر ما خامر العقول ، والخمر حرام .
والإشارة فيه أنه يزيد نفاد العقل بما يوجب عليه من الالتباس .
ومن شرب من خمر الغفلة فسكره أصعب؛ فشراب الغفلة يوجب البعد عن الحقيقة .
وكما أن من سكر من خمر الدنيا ممنوع عن الصلاة فمن سكر من خمر الغفلة فهو محجوب عن المواصلات .
وكما أن من شرب من خمر الدنيا وجب عليه الحد فكذلك من شرب شراب الغفلة فعليه الحد إذ يضرب بسياط الخوف .
وكما أن السكران لا يقام عليه الحد ما لم يفق فالغافل لا ينجح فيه الوعظ ما لم ينته .
وكما أن مفتاح الكبائر شرب الخمر ( فالغفلة ) ، أصل كل زلة ، وسبب كل ذلة وبدء كل بعد وحجبة عن الله تعالى .
ويقال لم يحرم عليه الشراب في الدنيا إلا وأباح له شراب القلوب؛ فشراب الكبائر محظور وشراب الاستئناس مبذول ، وعلى حسب المواجد حظى القوم بالشراب ، وحيثما كان الشراب كان السكر ، وفي معناه أنشدوا :
فما مل ساقيها وما مل شارب ... عقار لحاظ كأسه يسكر اللبا
فصحوك من لفظي هو الوصل كله ... وسكرك من لحظي يبيح لك الشرابا
وحرم الميسر في الشرع ، وفي شريعة الحب القوم مقهورون؛ فمن حيث الإشارة أبدانهم مطروحة في شوارع التقدير ، يطؤها كل عابر سبيل من الصادرين من عين المقادير ، وأرواحهم مستباحة بحكم القهر ، عليها خرجت القرعة من ( . . . . ) ، قال تعالى :{ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ } [ الصافات : 141 ] .

لطائف الإشارات = تفسير القشيري

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق