الإشارة:
أهل القلوب من العارفين، الأوقاتُ كلها عندهم ليلة القدر، والأماكن عندهم كلها عرفات، والأيام كلها جمعات، لأنّ المقصود من تعظيم الزمان والمكان هو باعتبار ما يقع فيه من التقريب والكشف والعيان، والأوقات والأماكن عند العارفين كلها سواء في هذا المعنى، كما قال شاعرهم:لولا شهود جمالكم في ذاتي | ما كنت أرضى ساعة بحياتي | |
ما ليلةُ القدر المعظَّم شأنها | إلاَّ إذا عمرَتْ بكم أوقاتي | |
إنَّ المحب إذا تمكّن في الهوى | والحب لم يحتج إلى ميقات |
وكل الليالي ليلةُ القدر إن بدا | كما كلُّ أيام اللقا يومُ جمعةِ | |
وسعيٌ له حجٌّ، به كلُّ وقفةٍ | على بابه قد عادلت ألف وقفةِ |
كلُّ وقت من حبيبي | قَدْرُه كألف حجة |
* تفسير البحر المديد في تفسير القرآن المجيد/ ابن عجيبة