آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تفسير قوله تعالى : بَرَآءَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ.

{ بَرَآءَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ

افهم ان الوفاء بالعقود وعهود المعرفة والمحبة والعبودية لا يأتى الا ممن شاهد الربوبية حين خرج من العدم بنور القدم ومن خلا من المحبة وعشق القديم فليس له عهد الوفاء بالعقد وكيف يكون منهم الوفاء وهم عن ساحة الكبرياء مطرودون فالى الابد هم من 
وصال الحق غير مقبولين قد برئ الحق من اهل الرعونات الذين يتعبدون انفسهم وهواها والدنيا وزينتها وجاهها وقبولها الزمهم سمات الفراق لخروجهم من عهد الازل والميثاق يا ليتهم لو اعلموا اداء الفرقة لفنوا من آلام البعد وأي داء اشد من داء الفراق.

تقبل الله ورسوله كل عذر سوى الشرك لان الشرك ظلم عظيم حيث ساوى الحدث بالقدم وقع الفرقة البديهة بعد العهود وما اشد ذلك لا سيما اذا كانت بغتة على غير رقبة في الأوعية السليمة
فتنبأ بخير والدنا مطمئنة 
واصبحت يوما والزمان تقلبا 

كانوا فى زمان العهود على رجاء الوصول فجاءتهم طوارق الغيرة واسقطتهم عن نيل المنية.
وكان سراج الوصل ازهر بيننا 
فهبت به ريح من البين فانطفى 

ثم ان الله سبحانه وتعالى نقض عهودهم بعد ان امهلهم فى زمان يمكن تدارك ما افاقوا وذلك ما قال { فَسِيحُواْ فِي ٱلأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ } واشنع عليهم بنقض العهد بين جمهور الخلائق بقوله { وَأَذَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ } عرف عباده يوم عيد الاكبر يعنى يوم كان الارض والسماء واحداً بن العرش و الكرسى والارض سواء الكشوف جلاله لنبيه واوليائه قال عليه السّلام " اذا كان يوم عرفة ان الله تبارك وتعالى ينزل الى السّماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة " الحديث بأنه تعالى برئ من المشركين المحجوبين بهواهم عن الله ورسوله برئ منهم لان الحبيب يوافق حبيبه فى كل مراده وهكذا يقتضى غيره التوحيد قال ابن عطا كل من اشرك مع الله فيما لله غير الله فهو منه برئ ثم من كرمه ورحمته ما اخرجهم ان مربع الرجاء بالكلية وما قطع جبال الوصال بالجملة حين استتابهم بقوله { فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } اى ان رجعتم من حظوظ انفسكم عن الدنيا الى حظوظ قلوبكم من مشاهدتى فهو خير لكم فان الخير كل الخير فى وصالى وقربتى والتوبة عند اهل الاشارة ذهاب الحدثان على الجنان عند مشاهدة قدم الرحمن قال ابو عثمان التوبة مفتاح كل خير { فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }.

تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية