آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

شرح حديث: الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ....

عَنْ أمِّ المُؤمِنينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قالَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ). (رواه أحمد، والبُخاري، ومسلم، والتِّرمذي، وابن حبّان).

عن عمرة ، قالت : كانت امرأة مكية بطالة تضحك النساء وتغني ، وكانت بالمدينة امرأة مثلها فقدمت المكية المدينة ، فلقيت المدنية فتعارفتا ، فدخلتا على عائشة فتعجبت من اتفاقهما ، فقالت عائشة للمكية : عرفت هذه ؟ قالت : لا ، ولكن التقينا فتعارفنا ، فضحكت عائشة ، وقالت : سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، وذكرته .
قال الخطابي : يحتمل أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير و الشر و الصلاح و الفساد و أن الخير من الناس يحن إلى شكله و الشرير نظير ذلك يميل إلى نظيره فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جبلت عليها من خير و شرفإذا اتفقت تعارفت ، و إذا اختلفت تناكرت و يحتمل أن يراد الإخبار عن بدء الخلق في حال الغيب على ما جاء أن الأرواح خلقت قبل الأجسام و كانت تلتقي فتتشاءم ، فلما حلت بالأجسام تعارفت بالأمر الأول فصار تعارفها و تناكرها على ما سبق من العهد المتقدم .
وقال غيره‏:‏ المراد أن الأرواح أول ما خلقت خلقت على قسمين، ومعنى تقابلها أن الأجساد التي فيها الأرواح إذا التقت في الدنيا ائتلفت أو اختلفت على حسب ما خلقت عليه الأرواح في الدنيا إلى غير ذلك بالتعارف‏.‏

جاء في إحياء علوم الدين:وأما الأسباب التي أوجبت تلك المناسبة فليس في قوة البشر الاطلاع عليها وغاية هذيان المنجم أن يقول إذا كان طالعه على تسديس طالع غيره أو تثليلثه فهذا نظر الموافقة و المودة فتقضي التناسب و التواد وإذا كان على مقابلته أو تربيعه اقتضى التباغض و العداوة ،فهذا لو صدق بكونه كذلك في مجاري سنة الله في خلق السموات و الأرض لكن الإشكال فيه أكثر من الإشكال في أصل التناسب فلا معنى للخوض فيما لم يكشف سره للبشر فما أوتينا من العلم إلا قليلا ويكفينا في التصديق بذلك التجربة و المشاهدة فقد ورد الخبر به قال صلى الله عليه و سلم:" فلو أن رجلا مؤمنا جاء إلى مجلس فيه مائة منافق وليس فيه إلا مؤمن واحد ، لجاء حتى يجلس إليه ، ولو أن منافقا جاء إلى مجلس فيه مائة مؤمن ، وليس فيه إلا منافق لجاء حتى يجلس إليه ". 

وهذا يدل على أن شبه الشيء منجذب إليه بالطبع وإن كان هو لا يشعر به وكان مالك بن دينار يقول لا يتفق اثنان في عشرة إلا وفي أحدهما وصف من الآخر وإن أجناس الناس كأجناس الطير ولا يتفق نوعان من الطير في الطيران إلا وبينهما مناسبة قال فرأى يوما غرابا مع حمامة فعجب من ذلك فقال اتفقا وليسا من شكل واحد ثم طارا فإذا هما أعرجان فقال من ههنا اتفقا ولذلك قال بعض الحكماء كل إنسان يأنس إلى شكله كما أن كل طير يطير مع جنسه وإذا اصطحب اثنان برهة من زمان ولم يتشاكلا في الحال فلا بد أن يتفرقا.

وفي الحلية لأبي نعيم في ترجمة أويس ، أنه لما اجتمع به هرم بن حيان العبدي ، ولم يكن لقيه قبل وخاطبه أويس باسمه ، قال له هرم : ، من أين عرفت اسمي واسم أبي فواللَّه ما رأيتك قط ولا رأيتني ؟ قال : عرف روحي روحك حين كلمت نفسي نفسك ، لأن الأرواح لها أنفس كأنفس الأجساد،وإن المؤمنين يتعارفون بروح اللَّه وإن نأت بهم الدار ووفت بهم المنازل ، ولبعضهم يقول:إن القلوب لأجناد مجندة قول الرسول فمن ذا فيه يختلف فما تعارف منها فهو مؤتلف وما تناكر منها فهو مختلف وقال آخر :

بيني وبينك في المحبة نسبة ... مستورة عن سر هذا العالم
نحن اللذان تحاببت أرواحنا ... من قبل خلق الله طينة آدم

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق