آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مقامات وأحوال الصوفية التجريد والتفريد

التجريد


أن يتجرد بظاهره عن الأعراض، وبباطنه عن الأعواض.
وهو: ألا يأخذ من عرض الدنيا شيئا، ولا يطلب على ما ترك منها عوضا: من عاجل ولا آجل، بل يفعل ذلك لوجوب حق الله تعالى، لا لعلة غيره، ولا لسبب سواه، ويتجرد بسره عن ملاحظة المقامات التي يخلها، والأحوال التي ينازلها ( بمعنى: السكون إليها والاعتناق لها ).
يقول ابن عجيبة:"التجريد على ثلاثة أقسام تجريد الظاهر فقط أو الباطن فقط أو هما معاً.
تجريد الظاهر هو ترك كل ما يشغل الجوارح عن طاعة الله وتجريد الباطن هو ترك كل ما يشغل القلب عن الحضور مع الله وتجريدهما معا هو أفراد القلب والقالب لله".
يقول ابن القيم: قال الله تعالى:" فاخلع نعليك
التجريد : انخلاع عن شهود الشواهد ، وهو على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى : تجريد عين الكشف عن كسب اليقين.
الدرجة الثانية : تجريد عين الجمع عن درك العلم. 
الدرجة الثالثة : تجريد الخلاص من شهود التجريد . 
والشواهد عنده : هي ما سوى الحق سبحانه ، والانخلاع عن الشهود هو غيبة الشاهد بمشهوده عن شهوده ، وذلك يكون في مقام المعاينة : فإنه لا ينخلع عن شهود الشواهد إلا إذا كان معاينا للمشهود . 
الدرجة الأولى : تجريد عين الكشف عن كسب اليقين. 
أي تجريد حقيقة الكشف عن كسب اليقين ، أي يعزل ما اكتسبه من اليقين العلمي بالكشف الحقيقي ، فتجرد الكشف : أن يخلصه ويعريه عن الالتفات إلى اليقين ، فيعزل ما اكتسبه من اليقين العلمي بالكشف الحقيقي . 
الدرجة الثانية : تجريد عين الجمع عن درك العلم . 
" عين الجمع " هي حقيقة الجمع ، وتجريده هو أن لا يشهد للعلم فيها آثارا ، فإن العلم من آثار الرسوم ، وحقيقة الجمع تمحو الرسوم ، فصاحب هذه الدرجة أبدا في تجرد وتجريد. 
الدرجة الثالثة : تجريد الخلاص من شهود التجريد . 
يعني : أن لا يشهد تجريده لمن يجرده من صفاته وأفعاله ، وصاحب هذه الدرجة دائما قد فني عما سوى الحق تعالى ، فكيف يتسع مع ذلك لشهود وصفه وفعله ؟ بل أفناه تجريده عن شهود تجريده . 

التفريد

قال صاحب المنازل : قال الله تعالى:" أنَّ اللهُ هوَ الحقُّ المُبين".
التفريد : اسم لتخليص الإشارة إلى الحق ، ثم بالحق ، ثم عن الحق " . 
الشيخ جعل التفريد عين التجريد وجعله بعده ، والفرق بينهما : أن التجريد انقطاع عن الأغيار ، والتفريد إفراد الحق بالإيثار ، فالتفريد متعلق بالمعبود ، والتجريد متعلق بالعبودية. 
و " التفريد ": أن يتفرد عن الأشكال، وينفرد في الأحوال، ويتوحد في الأفعال.
وهو: أن تكون أفعاله لله وحده، فلا يكون فيها رؤية نفس، ولا مراعاة خلق، ولا مطالعة عوض،ويتفرد في الأحوال عن الأحوال: فلا يرى لنفسه حالا، بل يغيب برؤية محولها عنها، ويتفرد عن الأشكال: فلا يأنس بها، ولا يستوحش منها.
وهوثلاثة أمور : تفريد القصد ، والمحبة ، والشهود ، فالقصد بداية ، والشهود نهاية والمحبة واسطة ، فيفرد قصده وحبه وشهوده ، وذلك يتضمن إفراد مطلوبه ومحبوبه ومشهوده ، فيكون فردا لفرد ، فلا ينقسم طلبه ، ولا حبه ، ولا شهوده ، ولا ينقسم مطلوبه ومحبوبه ومشهوده ، فتفريد الطلب والمحبة والشهود صدق ، وتفريد المطلوب والمحبوب والمشهود إخلاص . 
فالصدق والإخلاص : هو أن تبذل كلك لمحبوبك وحده ، ثم تحتقر ما بذلت في جنب ما يستحقه ، ثم لا تنظر إلى بذلك .

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية