آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مَن أعرض عن أهل عصره !

مَن أعرض عن أهل عصره !

ومن كلامه رضي الله عنه ، قال :

    قاعدة : إعلم أنّ الله سبحانه وتعالى جعل في سابق علمه ونفوذ مشيئته أنّ المدد الواصل إلى خلقه من فيض رحمته هو في كلّ عصر يجرى مع الخاصّة العليا من خلقه من النبيّين والصدّيقين . فمن فزع إلى أهل عصره الأحياء مِن ذوي الخاصّة العليا وصحبهم، واقتدى بهم واستمدّ منهم فاز بنيل المدد الفائض من الله ، ومَن أعرض عن أهل عصره ، مستغنيا بكلام من تقدّمه من الأولياء الأموات ، طُبِعَ عليه بطابع الحرمان ، وكان مثله كمن أعرض عن نبيّ زمانه وتشريعه ، مستغنيا بشرائع النبيّين الذين خلوا قبله ، فيسجّل عليه بطابع الكفر ، والسلام .

    ثمّ قال رضي الله عنه : والدليل على أنّ الصحبة لا تكون إلاّ للحيّ قولُه صلّى الله عليه وسلّم لأبي جحيفة رضي الله عنه : « سَلِ العلماء وخالط الحكماء واصحب الكبراء » . فالعالم دلالته على الأمر العامّ أمرا أو نهيا بما يوجب المدح عند الله وسقوط اللائمة على العبد ، ونهايته الجنّة . والحكيم دلالته على التقرّب إلى الله تعالى بالطهارة من أهوية النفوس ومتابعة الهوى ، ونهايته منازل القربة . والكبير دلالته على الله من حيث محو النفس والبراءة من التدبير لها بكلّ ما يجلب المصلحة لها دنيا وأخرى ، وبكلّ ما يدفع المضرّة عنها دنيا وأخرى ، ونهايته الله .

كتاب : جواهر المعاني وبلوغ الأماني

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية