قال ابن عباد :المطلوب من العبد شيئان : إقامة الأمر في الظاهر ، والتعلق بالله في الباطن وهو الاستغناء به عن غيره .
فإذا رزق الله تعالى العبد هذين الأمرين فقد أسبغ الله عليه نعمه : ظاهرة وباطنة ، وأوصله إلى غاية الأمل في الدنيا والآخرة ، سبحانه جل وعلا .
قال ابن عجيبة : الطاعة في الظاهر هي رسوم الشريعة والغنى به في الباطن هو شواهد الحقيقة ، فإذا جمع لك بين الطاعة في جوارحك والغنى به عنها في باطنها فقد أسبغ عليك أي أكمل وأطال عليك نعمه ظاهرة وباطنة ، وهذه سيما العارفين المقربين الأغنياء بالله الفقراء مما سواه ، استغنوا بمعبودهم عن رؤية عبادتهم ، وبمعلومهم عن علمهم ، وبمصلحهم عن صلاحهم.
تعقيب
نعم الله ظاهرة وباطنة . فنعمه الظاهرة : تكون بطاعته ، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
ونعمه الباطنة : تكون بالغنى عن الطاعة ، وذلك بعدم الاعتماد عليها .فعلى العبد المؤمن أن يجمع بين النعمتين : الظاهرة بأن يمتثل أوامر الله ، ويجتنب نواهيه .
والباطنة بأن يستغني بالله عن الطاعة ، فلا يعتمد عليها .