نفحات الطريق

يعنى الموقع بالتأصيل الشرعي للتصوف المقتبس من مشكاة نور النبوة والتعريف بمقامات وأعلام الصوفية. إلى جانب نشر كتب ورسائل عن التصوف.

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

أدِرْ ذِكْرَ مَن أهْوى ولو بمَلامِ فإنّ أحاديثَ الحَبيبِ مُدامي


أدِرْ ذِكْرَ مَنْ أهْوَى ، ولوْ بمَلامِ،
فإنَّ أحاديثَ الحبيبِ مُدامي

لِيَشْهَدَ سَمْعي مَنْ أحبُّ ، وإنْ نأى، 
بطَيفِ مَلامٍ ، لا بطَيفِ مَنامِ

فلي ذِكْرُها يَحلو على كلِّ صيغَةٍ، 
وإنْ مَزَجُوهُ عُذَّلي بخِصامِ

كأنَّ عَذولي ، بالوِصالِ ، مُبَشِّري، 
وإنْ كُنتُ لمْ أطْمَعْ بِرَدِّ سَلامِ

بِرُوحيَ مَنْ أتْلَفْتُ رُوحي بحُبِّها، 
فَحانَ حِمامي ، قَبْلَ يومِ حِمامي

ومنْ أجلها طابَ افتضاحي ، ولذَّ لي اطِّرا 
حي ، وذلِّي ، بعدَ عزِّ مَقامي

وفيها حلا لي ، بَعدَ نُسْكي ، تهتُّكي، 
وخَلْعُ عِذاري ، وارْتِكابُ أثامي

أُصَلِّي ، فأشدو ، حينَ أتلو ، بذِكرِها، 
وأطْرَبُ في المِحرابِ ، وهيَ إمامي

وبالحَجِّ ، إنْ أحرَمتُ ، لَبّيتُ باسْمها، 
وعنها أرى الإمساكَ فِطْرَ صِيامي

وشأني ، بشأني ، مُعْرِبٌ ، وبما جرى 
جَرَى ، وانتِحابي مُعْرِبٌ بهَيامي

أروحُ بقلبٍ ، بالصَّبابَةِ ، هائِمٍ، 
وأغْدُو بطَرْفٍ ، بالكآبَةِ ، هامِ

فقلبي وطرفي : ذا بمَعنى جَمالِها 
مُعَنًّى ، وذا مُغْرًى بِلِينِ قَوَامِ

ونَوْميَ مَفقُودٌ ، وصُبحي ، لكَ البقا، 
وسُهديَ مَوجودٌ ، وشَوْقيَ نامِ

وعَقدي وعَهدي : لمْ يُحَلَّ ولمْ يَحُلْ، 
ووَجْديَ وجْدي ، والغَرامُ غَرامي

يشِفُّ عنِ الأسرارِ جِسْمي مِنَ الضَّنى، 
فيَغدوا بها ، معنًى ، نُحولُ عِظامي

طَريحُ جَوى حبٍّ ، جريحُ جَوانحٍ، 
قَريحُ جُفُونٍ ، بالدَّوامِ دَوَامي

صريحُ هوىً ، جارَيتُ منْ لُطفيَ الهوا، 
سُحَيْراً ، فأنْفاسُ النَّسيمِ لِمامي

صَحيحٌ ، عليلٌ ، فاطلُبوني مِنَ الصَّبا، 
ففيها ، كما شاءَ النُّحولُ ، مُقامي

خَفيتُ ضَنىً ، حتَّى خَفيتُ عَنِ الضَّنى، 
وعَنْ بُرْءِ أسقامي ، وبَرْدِ أُوامي

ولمْ يُبْقِ مِنِّي الحبُّ غَيْرَ كآبَةٍ، 
وحُزْنٍ ، وتَبريحٍ ، وفَرْطِ سَقامِ

ولمْ أدرِ منْ يدري مكاني ، سوى الهوَى، 
وكِتمانَ أسراري ورعىَ ذمامي

فأمَّا غَرامي واصطباري وسلوتي، 
فلمْ يَبْقَ لي منهنَّ غيرُ أسامي

لِيَنْجُ ، خَلِيٌّ مِنْ هَوايَ ، بِنَفْسِهِ 
سَليماً ، ويا نَفس : اذْهبي بسَلامِ

وقالَ ، اسْلُ عنها ، لائمي ، وهوَ مُغرَمٌ 
بِلَوْمِيَ فيها ، قلتُ : فاسْلُ مَلامي

بمنْ أهتَدي في الحبِّ لو رُمْتُ سَلوَةً، 
وبي يقتَدي ، في الحبِّ ، كلُّ إمامِ

وفي كلِّ عُضوٍ فيَّ كلُّ صبابَةٍ 
إليها ، وشَوْقٍ جَاذِبٍ بِزِمَامي

تَثَنَّتْ ، فَخِلْنا كلَّ عِطْفٍ تهُزُّهُ 
قَضيبَ نقاً ، يَعْلُوهُ بَدْرُ تَمامِ

ولي كلُّ عُضوٍ ، فيهِ كلُّ حشىً بها، 
إذا ما رَنَتْ ، وَقْعٌ لكلِّ سِهامِ

ولوْ بسطتْ جسْمي رأتْ كلَّ جوهرٍ، 
بهِ كلُّ قلبٍ ، فيهِ كلُّ غَرامِ

وفي وَصْلِها ، عامٌ لدَيَّ كَلَحْظَةٍ، 
وساعَةُ هِجْرَانٍ عَلَيَّ كَعَامِ

ولمَّا تَلاقَينا عِشاءً ، وضَمَّنا 
سواءُ سبيلَيْ دَارِها وخِيامي

ومِلْنا كذا شيئاً عنِ الحيِّ ، حيثُ لا 
رَقيبٌ ، ولا وَاشٍ بِزَوْرِ كَلامِ

فرَشْتُ لها خَدِّي ، وِطاءً ، على الثَّرَى، 
فقالتْ : لكَ البُشرَى بِلَثمِ لِثامي

فما سَمَحَتْ نَفسي بذلِكَ ، غَيْرَةً 
على صَوْنِها مِنِّي لِعزِّ مرامي

وبِتْنا ، كما شاءَ اقتراحي ، على المُنى، 
أرَى المُلكَ مُلكي والزَّمانَ غُلامي

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق