آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تفسير آيات من القرآن الكريم

 تفسير آيات من القرآن الكريم

قال الورتجبي : { لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ . . } الخ ، أي : آثروا الله على من دونه ، وذلك بأن الله غرس أشجار التوحيد والمعرفة في قلوبهم ، وتجلى لأرواحهم بنفسه ، فصار معنى حقيقة التجلي منقوشا في نفس أرواحهم وعقولهم . 

وقوله تعالى : { وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ } قال في في الحاشية الفاسية : هو مقام الشهود والتجلي العياني ، وهو حقيقة السر عند القوم ، وهو علم يمتد ظله في الأرواح المواجهة على حسب قابليتها واستعدادها ، كما خصصتها المشيئة الإلهية ، وهو التعليم الإلهامي للأولياء ، والتنزل الوحيي للأنبياء عليهم السلام . وعن ذلك الأمداد عبر بالنفخ والإلقاء ، وباعتبار حياة الروح به وقوتها سمي روحا ، وإضافته إلى الله تعالى لأنه مقتبس من نور أوصافه . ومثال انفعالي عن علمه ، وآثار عن قدرته وكلامه . وبالجملة فالعلم الحقيقي الذاتي لله ، وكذا سائر صفاته ، والعلم العرضي المثالي الانفعالي لمن خص سبحانه من عباده ، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ، { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً } وكما أن الصور المنطبعة في المرآة الصيقلة آثار ناشئة منها ، وحادثة من مواجهة الصور الحسية ، كذلك العلوم الممتدة في الأرواح المواجهة ، ظلال وآثار عارضة ، منفعلة حادثة من حضرة الوجود الحقيقي ، والعلم الذاتي ، وهذا واضح لا شك فيه . الله الموفق . وقال الورتجبي : وأيدهم بتجلي ذاته لأرواحهم ، وما وفقهم في الصفات ، بل أغرقهم في بحر الذات . ه .
وقوله تعالى : { أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّه } قال سهل : الحزب : الشيعة ، وهم الأبدال : وأرفع منهم الصديقون . وقال بعضهم : حزب الله ، إذا نطقوا بهروا ، وإن سكتوا ظهروا ، وإن غابوا حضروا ، إن ناموا سهروا .

وقال ابن عطاء : إن لله عبادا اتصالهم به دائم ، وأعينهم به قريرة أبدا ، لا حياة لهم إلا به؛ لاتصال قلوبهم به ، والنظر إليه بصفاء اليقين ، فحياتهم بحياته موصولة ، لا موت لهم ابدا ، ولا صبر لهم عنه ، لأنه قد سبى أرواحهم به ، فعلقها عنده ، فثم مأواها ، قد غشي قلوبهم من النور ما أضاءت به ، فأشرقت ، ونما زيادتها على الجوارح ، وصاروا في حرز حماية ، أولئك حزب الله . وقال أبو عثمان : حزب الله من يغضب في الله ، ولا يأخذه فيه لومة لائم . جعلنا الله ممن تحقق بجميع هذه الأوصاف بمنه وكرمه . آمين . وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .

تفسير ابن عجيبة

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية