آخر الأخبار

جاري التحميل ...

بهجة الأسرار ومعدن الأنوار في مناقب الباز الأشهب (5)

وسُئِلَ عن الهمَّة 

فقال رضي الله عنه : أن يتعرّى بنفسه عن حب الدنيا، وبروحه عن التعلُّق بالعُقبى، وبقلبه عن إرادته مع إرادة المولى، ويتجرّد بسرِّه عن الإشارة إلى الكون ولو بلمحة أو بطرفة. 

وسُئِلَ عن الحقيقة 

فقال رضي الله عنه : هي التي لا ينافيها مضادها، ولا يقوم لها من فيها، بل يبقى عند إشارتها أضدادها، ويبطل عند محاذاتها منافيها. 

وسُئِلَ عن أعلى درجات الذكر

فقال رضي الله عنه : هو ما تأثر في الفؤاد من إشارة الحق وقت الاختيار إليه ببقاء العناية السابقة له فهذا ذكر دائم ثابت راسخ لا يقدح فيه نسيان ولا تكدره غفلة وكان السكوت والنفس والخطوة مع هذا الوصف ذكراً وهو الذكر الكبير الذي أشار إليه الحق تعالى في تنزيله وأحسن الذكر ما هيَّجته الأخطار الواردة من الملك الجبّار فكَمُن في محل الأسرار. 

وسُئلَ عن الشّوق 

فقال : أحسن الأشواق ما كان عن مشاهدة فهو لا يفتر عند اللقاء، ولا يسكن على الرؤية ولا يذهب على الدنو، ولا يَزول عن الأنس، بل كلّما ازداد لقاء ازداد شوقاً، ولا يصح الشوق حتى يتجرّد من علله، وهي موافقة روح أو متابعة همّة أو حظّ نفس، فيكون شوقاً مجرّداً عن الأسباب، فلا يدري السبب الذي أوجب له ذلك الشوق لأنه هو ذا يشاهد وتشوق إلى المشاهدة مع المشاهدة.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية