الولي : اسم من أسمائه تعالى، قال الله تعالى : {الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}[البقرة : 257].
والولي في اللغة : يكون بمعنى الناصر وأولياء فلان أنصاره.
الولي : أي : المحب لأوليائه الناصر لهم على أعدائهم من أنفسهم وأهويتهم وما يدعوهم إلى غير لقائه . قال تعالى : {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} ، {وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} . وقيل : معناه المتولي لأمور جميع خليقته يفعل فيهم ما يشاء بحكمته ويحكم ما يريد بعزته ، أو لأمور عباده من عباده المختصين باجتبائه وإسعاده ، لقوله تعالى : {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} .
من أمارات ولايته تعالى لعبده أن يصونه ويكفيه في جميع أحواله وشؤونه، فيغار على قلبه أن يتعلّق بمخلوق في دفع ضر أو جلب نفع، بل يكون القائم على قلبه في كل نفس ، حتى لو أراد سوءا أو قصد محظورا عصمه عن ارتكابه ، ولو جنح إلى تقصير في طاعته أبى إلا توفيقا له وتأييدا . وهذا من أمارات السعادة.
ومن أمارات ولايته أن يرزقه مودة في قلوب أوليائه ، فإن الله ينظر إلى قلوب أوليائه في كل وقت ، فإذا رأى في قلوبهم لعبد محلا ينظر إليه باللطف ، وإذا رأى همة ولي من أوليائه لشأن عبد ، أو سمع دعاء ولي في شأن شخص يأبى إلا الفضل والإحسان إليه أجرى بذلك سنته الكريمة .
يقول الشيخ أبو علي الدقاق - رحمه الله - يقول : (لو أن وليا من أولياء الله مر ببلدة لنال بركة مروره أهل تلك البلدة ، حتى يغفر الله لهم) ، ومن خصوصيات الولاية أن أهلها منزهون عن الذل . قال تعالى : {وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ} فأولياء الله تعالى دائما مستغرقون في عز مولاهم في دنياهم وأخراهم ، رضي الله عنهم وجعلنا منهم بمنه وكرمه .