آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

رسالة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم/الشاذلي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي أوجد الوجود وعمرهم بجنوده وبره، وأنزل على عبده الكتاب تعظيما لفضله وتسجيلا لقدره، وأعطاه عطاء لا حدَّ لحدِّه ولا حَصرَ لحَصْرِه وعلى جيد الوجود بجوهرة عقد شرفه فكان واسطة عقد نحره، وأسرى به والليل أسود الذوايب وعاد وما نصل من خضاب شعره، ولا ابيض مفرق رأسه بمشيب فجره، فكم بَيَّن من سعد بوصل الله ثم وبَيَّن من شقي بطرده وهجره ، ولما ترقى صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى كان الرقيب بين ظلال ظلاله وسدره ثم دنى لنيل المنى وسمع خطاب إني أنا، وزيد مشتغل بحديث عمره. أنزل الله عليه القرآن في شهر رمضان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فكان ليلة قدره ليلة شرفه وقدره، بَيَّن في سُوَره المحكمة فضل حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم وَوَفَّقَه لحمده وشكره، وعلَّمه علوم غيبه وأطلعه على مكنون سره.

فالفاتحة استفتاحه بحمد ربه وشكره.
والبقرة نطقت آياتها بعظيم سؤدده وفخره.
وآل عمران أنه مفيد دهره، وعين عنصره وفريد عصره.
والنساء ما ولدت مثله فهو وحيد زمان إلى يوم بعثته وحشره.
والمائدة مائدة كرمه وجوده وبره.
والأنعام سخرت له فتشرفت بركوبه عليها وما كلّ مركوب يتشرف بالراكب على ظهره.
والأعراف اعترفت رجالها بمعارف عوارفه وخبره.
والأنفال لله ولرسوله فذكره مقرون بذكره.
والتوبة على الله لمن أقلع عن ذنبه ووزره.
ويونس تشفع به في خلاصه من ظلمة حوته وبحره.
وهود أقر له برفعة مقره.
ويوسف استعار حلة حسنه فأذهل بها أهل عصره.
والرعد سلَّ سيف برقه لتخويف أعدائه فهم تحت رعبه وذعره.
وإبراهيم به نجا من نار نمرود لما مجج في غدران غدره.
والحجر تشرف به لما جلس في حجره.
والنحل وصلت إلى حلاوة منطقه وشنب ثغره.
فسبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام غلى المسجد الأقصى وجعله تحت كنفه وستره.
والكهف كهف جلوسه في مجلس العز ومستقره.
ومريم لم تجد ببركته ألم الطلق ولا تضررت بضره.
وطه طاء العلا بقدمك يا طاهر يا موصوفا بطهره.
والأنبياء كلهم شهدوا في محضر حضوره بأنه سيد الكون بأسره.
والحج بَيَّن مناسكه  لأمته فقرأها المسافر في سفره.
والمؤمنون آمنوا به فأمنوا به من كيد الشيطان ومكره.
والنور خاتم نبوته فالسعيد من قرأ نقش سطره.
والفرقان تشريفه على الفرقاء ذا نفر في نفره يوم نفره.
والشعراء عجزت عن القيام بمدحه فلا أثر للشاعر وشعره.
والنمل احتمَتْ بجاهه من جيش سليمان لما سمعت في البر تلتقط من بره.
والقصص فيها أخباره بأخبار الأمم وما كان فيهم من شر القول وجهره.
والعنكبوت نسج على باب غاره لما دخل فيه مع صاحبه وصديقه وخليفته على أمته.
والروم غلبت يوم حربه ودخلت تحت قهره.
ولقمان لقن من حكمته واغترف من بحره.
ذوالمضاجع تتجافى عنها الجنوب ويقطعون الليل بتسبيح خالقهم وذكره.
والأحزاب تفرقت بين يديه واجتمعت في حصن حصره.
وسبأ سبا كل قلب بجماله فانطوى على قلفة من فكره .
وفاطر فطرت أكباد حساده وانقلب كبيرهم في ثوب كبره.
ويس تُعلم أنه سيد المرسلين والصادق في وعده وعده والموتى بنذره.
والصافات صفت جنود عساكره المؤيدة بالملائكة يوم بدره.
وصاد صادق القلب الطائر عليه لما التقط من حب حبه عند بدره.
والزمر جاءت لبابه المنكسر فرأى جيران كسره.
والغافر أعلمت بغفران ذنوب أمته وإطلاق أسيرهم من أسره.
وفصلت فصلت أعضاء من رغب عن ملته فلم يصح جاهلهم من سكره.
والشورى أذنت بمشاورته لأصحابه وهو المشار إليه في عز الأمر ويسره.
والزخرف خرج عنه ولم يلتفت إلى جوهره ودبره.
والدخان أحرق قلوب أعدائه بوجهه وحره.
والجاثية معلمة بجثيان الخلائق على الركب الجبارين سده وجره.
والأحقاف كل ذرة منها تشهد برسالته وكذا كل من في الوجود من بعوضة وذره.
والقتال أمر به لمن بارزه بجحده وكفره.
والفتح حصل على يديه والله المتوكل بنصره.
والحجرات تدل على أن العلم تحت حجره.
وقاف قم بالذكر المنزل عليه وناهيك من ذاكر يتشرف الذاكر بذكره.
والذاريات تحقق لواءه عند نشره.
والطور ما قنع الله تعالى به بل أجلسه على بساط الحضورمع طلاقة وجهه ولبشره.
والنجم قسم بأنه ما ضل وكيف يضل من يهتدي به الساري في بره وبحره.
والقمر ما كمل أن يصل إلى جمال وجهه ولا يساوي قلامة ظفره.
والرحمن عرض عليه صلى الله عليه وسلم مفاتيح كنوز الأرض فأعرض عنها وقنع من العشير بنزره.
والواقعة واقعة بمخالفه فلا يقوم يوم القيامة بعذره.
والحديد قوة سلاحه وحده بيضه وسمره.
والمجادلة مجادلته عن الدين وإرغامه أنف الكافر بكفره.
والحشر فهو صلى الله عليه وسلم الشفيع في العاصي يوم حشره.
والممتحنة ممتحنة لقلوب محبيه لمحبته وسداررهم بارزة.
والصف في الجمعة أيتم به ففاز بالسعادة وعظيم أجره.
والمنافقون عليه يرون التغابن إذا نزلوا في دركات الجحيم وقعره وصعد المؤمن به إلى غرفات قصره.
والطلاق بين الله توله أحكامه في محكم ذكره.
وجاءت سورة التحريم له بالتحليل لئلا يصير على ما أكره.
والملك لمن حكمه في الوجود وجعله تحت نهيه وأمره.
والقلم جرى بسعوده فقل لحسوده يستعين على مرضه بصبره.
والحاقة تحقيق العذاب على من لم يتعظ بوعظه وزجره.
وسأل سائل لم يجد مثل خبزه وحبره.
ونوح كتب اسمه على لوح سفينته فسلم من الطوفان وزجره.
والجن آمنت بقرآنه المرتل بشفعه ووتره.
وهو المزمل والمدثر بحلل الكرامة إذا قام من قبره.
والقيامة فيها إقامة حرمته وجاحد حقه قد اعترف به بعد نكره.
والإنسان يتعلق بذيل كرمه إذا لم يجد سبيلا إلى مفره.
والمرسلات سحائب كَفَّيه الهاطلة على عبد الرجا وحره.
والبناء نبأه العظيم الذي أزعج المادح عن نظمه ونثره.
والنازعات نازعات أرواح أعدائه الذين رضوا من حلو العيش بمره.
وعبس من غلب عليه شقاوة الحسد وراح بعد ربحه بخسره.
وكورت الشمس حياء من من أنوار شمس جماله وبدره.
والانفطار فطرت أكباد مخالفيه الذين لم يأتمروا بأمره.
والمطففون ويل لهم من غضبه، وما زاد في التطفف نقص من عمره.
والانشقاق شق على أهل الشقاق ورد كيد المعاند في نحره.
والبروج بروج سعوده الثابتة في قلب الأفق وجناح نسره.
والطارق أمرنا صلى الله عليه وسلم أن نعوذ من شره.
والأعلى نوره في الملأ الأعلى بعظيم ذكره.
والغاشية حملت بين يديه ليلة معراجه والوجود قد عبق بعطره.
والفجر مفرق رأسه الكريم.
ولا أقسم تفخيما لحرمته وتعظيما لفخره.
والشمس بياض جبينه.
والليل سواد شعره.
والضحى شعاع أنواره وبريق ثغره.
وألم نشرح فيها شرح صدره ورفع ذكره ووضع وزره.
والتين تأكيد قسم بأنه أحسن العالمين والمخصوص بالسر الذي يسري بسره.
وقيل له صلى الله عليه وسلم اقرأ باسم ربك الذي خلق فقراء وتبتل لذكره.
والقدر فالبينة تشهد بعظيم قدره.
والزلزلة زلزلت كل من نصب له شباك كيده ومكره.
والعاديات عاديات على من جال في ميدان الطغيان بكرِّه وفرِّه.
والقارعة قارعة لحاده بهينة ذكره.
ولم يلهه التكاثر ولا اشتغل بجمع بيضه وصفره.
وأقسم الله بالعصران.
الهمزة واللمزة لهم الويل وأنهم لفي ضيق عصيره.
وأصحاب الفيل لأجله رموا بحجارة من سجيل فكان الحجر يدخل من رأس أحدهم ويخرج من دبره.
وقريش تشرفت بشرفه وفقيرهم استغنى به من بعد فقره.
وفي أرايت تهديد لمن كذب بدينه وجلالة قدره.
والكوثر له إذا اشتد العطش من هول يو القيامة وشدة حره والخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم شتان من صدق في حبهم ونجا من عمره، ومن أبغضهم أو واخدا منهم لم يذق قطرة من قطره.
والكافرون هالك كل منهم بجحده وكفره.
والمؤمنون ما رأوا بالفتح وتأييد الله ونصره.
وأبو لهب قد التهب بلهيب جمره.
والإخلاص سبب الخلاص والخواص خصوا بمزيد أجره.
وقل أعوذ برب الفلق تفيد قارئها من كل ذي شر ومن نفث الحاسد وسحره.
وقل أعوذ برب الناس تعيذ قلرئها من وسوسة الشيطان وخطره وبالمعوذتين أعاذ الله محمدا صلى الله عليه وسلم من سحر الحسود ومكره.

فسبحان من خص هذا النبي الكريم بإنزال هذا القرآن العظيم ورفع عظيم قدره، أحمده على حلو القضاء ومره وأشكره، فشكره كفيل بمزيد بره، وأستغفره وأتوب إليه من ارتكاب نهيه ومخالفة أمره، واسأله النظر إلى وجهه الكريم في جنات النعيم يوم المزيد وفخره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه ولطفه وبره، الذي خلق الخلق وأحصاهم عددا، وقسم الأرزاق ولم ينس أحدا، بل يرزق الطير في وكره، والوحش في بره، والحوت في بحره، لاَ صاحبة له ولا ولد له ولا شبيه له، تعالى الله عن تشبيه المشبه وعن تعطيل المعطل وكفره، شهادة تنجي قائلها من لهيب السعير وجمره، وتسكنه أعلا غرف الفردوس وأحسن قصره، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله ونبيه ودليله الذي زين به عقد النبوة من ياقوته ودره، وأنزل الله القرآن بتعظيم قدره وتفخيم شأنه وأمره، وجعل الجنة ماء، وأمن من أمن به ومشى على أثره، والنار مثوى من كذب به وتمادى في غيه وكفره، ومن صلى عليه واحدة صلى الله عليه عشرا، فيا سعادة من صلى عليه وفاز بعشرة، صلى الله عليه، أشرف الربيع بنور نوره، وما تزين الشجر في الروض بثمره وزهره، وعلى صاحبه وخليفته من بعده والمبادر إلى تصديقه ولم يلتفت إلى فكره، وعلى أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب الذي أيد الله الإسلام بتأييده ونصره، وعلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان الذي استحيت منه ملائكة الرحمن لجلالة قدره، وعلى أمير المؤمنين أبي حسن علي بن أبي طالب الذي ظهر يوم خيبر صدق خبره، وعلى آله الطيبين الطاهرين من عمه وخاله وصهره وعلى أزواجه أمهات المؤمنين اللاتي تعطرن بطيب عطره، وعلى سائر أصحابه من المهاجرين الذين هجروا أوطانهم مخافة هجره والأنصار الذين بذلوا أموالهم وانفسهم في محبته ونصره، صلاة طيبة زاكية دائمة متصلة إلى يوم نشر الخلق وحشره وسلم تسليما.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق