آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

وصل في دَعوى المُدَعين

وصل في دَعوى المُدَعين

{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}.[البقرة:114]


الايمان في هذا المقام على خمسة أقسام : إيمان تقليد، وإيمان علم، إيمان عين، وإيمان حق، وإيمان حقيقة.

- فالتقليد : للعوام. 
- والعلم : لأصحاب الدليل. 
- والعين : لأهل المشاهدة.
- والحق : للعارفين. 
- والحقيقة : للواقفين. 
- وحقيقة الحقيقة : وهو السادس للعلماء المرسلين، أصلا ووراثة منع كشفها فلا سبيل إلى إيضاحها فكانت صفات الدعاوي إذا لقوا هؤلاء الخمسة قالوا آمنا.

- فالقلب للعوام. 
- وسر القلب لأصحاب الدليل. 
- والروح لأهل المشاهدة-  وسر الروح للعارفين 
- وسر السر للواقفين. 
- والسر الأعظم : لأهل الغيرة والحجاب. 
- والمنافقون تعروا عن الايمان وانتظموا في الإسلام وإيمانهم ما جاوز خزانة خيالهم فاتخذوا أصناما في ذواتهم أقاموها مقام آلهتهم  فإِذا خَلَوْا إِلى‏ شَياطِينِهِمْ قالُوا باستيلاء الغفلة عليهم وخلو المحل عن مراتب الايمان {إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ} فوقع عليهم العذاب من قولهم له : {إِلى‏ شَياطِينِهِمْ} في حال الخلوة فلما قامت الأضداد عندهم وعاملوا الحق والباطل. 

عاملوا الحق بستر الباطل، وعاملوا الباطل بإفشاء الحق فصح لهم النفاق. ولو خاطبوا ذاتهم في ذاتهم ما صح عليهم هذا ولكانوا من أهل الحقائق فأوقع الله الجواب على الاستهزاء فقال : {الله يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} وهو استهزاءهم عجبا كيف قالوا : {إِنَّا مَعَكُمْ} وهم عدم لو عاينوا إيمان الحقيقة لعاينوا الخالق في الخليقة، ولا خلوا ولا نطقوا ولا صمتوا بل كانوا يقومون مقام من شاهد وهو روح جاء مع صاحب المادة، فلينظر الإنسان حقيقة اللقاء، فإنه مؤذن بافتراق متقدم، ثم اجتمعوا بصفة لم يعرفوها بل ظهر لهم منها ظاهر حسن فتأدبوا معها ولم يطيقوا أكثر من ذلك، فَقَالُوا آمَنَّا، ثم نكسوا على رؤوسهم في الخلوة مع الشيطنة وهي البعد مثل اللقاء فقالوا : {إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ} بالصفة التي لقينا فتدَبَّر هذه الآية من حقيقة الحقيقة عند طلوع الفجر وزوال الشك بزوال الستارة ورفع الموانع يلح لك السر في "سبحان" و"النساء" و"الشمس" فتجد الذين لَقُوا كمثل الذين لُقُوا فتصمت. وإن تكلمت هلكت. وهذه حقيقة الحقيقة التي منع كشفها إلا لمن شم منها رائحة ذوقا. فلا بأس فانظر وتدبر ترشد إن شاء الله تعالى.

الفتوحات المكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق