بلاغ من الغيورين على الطريقة القادرية البودشيشيةبخصوص ما آلت إليه مؤسسة الملتقى والزاوية بمداغ
الحمد لله وحده،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه،
أمّا بعد،
فإننا، نحن أبناء الطريقة القادرية البودشيشية الغيورين على نهجها السنيّ، والملتزمين بوصايا مشايخها الأجلّاء، وخصوصًا الشيخ العارف بالله سيدي جمال الدين القادري البودشيشي حفظه الله، نرفع إلى المقام العالي بالله، مولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده، ملتمسًا نابعًا من حرصنا العميق على مستقبل طريقتنا المباركة، واستمرارها في سكتها الأصيلة.
لقد أضحى “الملتقى العالمي للتصوف”، الذي تنظمه مؤسسة الملتقى، عبئًا ثقيلًا على الطريقة، وخارجًا عن مسارها الروحي والتربوي المعروف. فقد بات يُعطي الأولوية للضيوف الأجانب وأهل الإعلام، ويُقصي فقراء الطريقة وورثة الإذن التربوي الأصيل. كما أن المنهج الذي يعتمده لا يُمثّل روح الطريقة القادرية البودشيشية، ولا يُعبّر عن مقاماتها التزكوية التي أسّسها مشايخها عبر العقود.
وقد لاحظ الكثير من الفقراء والمحبين ابتعادًا متزايدًا عن الزاوية بمداغ، بسبب ما لمسوه من تصرفات بعض المشرفين، مما يتنافى مع مكارم الأخلاق التي ما فتئ أمير المؤمنين يدعو إليها ويجسّدها. كما نُعرب عن أسفنا لإقصاء مشيخة الطريقة داخل المملكة المغربية، وهو ما ساهم في المزيد من التباعد والانقسام.
ونظرًا لاستغلال بعض الجهات لغياب الشيخ سيدي جمال القادري البودشيشي عن الساحة، بسبب ظروفه الصحية، وتحويل وجهة الطريقة من زاوية تربوية إلى جماعة تنظيمية، فإننا نلتمس بكل صدق ومسؤولية من مقامكم العالي بالله، أن يُعاد النظر في منْح مؤسسة الملتقى شرف الرعاية الملكية، إلى حين تصحيح المسار وعودة الطريقة إلى أصالتها التي عرفتها بها الدولة المغربية وأحاطتها بالرعاية، باعتبارها رافدًا من روافد الأمن الروحي للمملكة.
ويمكن الاستئناس في هذا الصدد برأي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وكذا الأجهزة المختصة، للوقوف على حقيقة ما يجري داخل الزاوية ، حفاظًا على حرمة التصوف الصحيح، وصونًا لما تبقى من القيم التي بناها مشايخ هذه الطريقة عبر الأجيال.
وفقكم الله يا مولانا لما فيه خير البلاد والعباد، وأدامكم حاميًا للدين، وسندًا للتصوف المعتدل، ورمزًا للوحدة والاستقرار.
والسلام على المقام العالي بالله ورحمة الله وبركاته.
