آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

الحكم العطائية ( 163 ) : من عرف الحق شهده في كل شيء ومن فني به غاب عن كل شيء .

(مَنْ عَرَفَ الحَقَّ شَهِدَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، وَمَنْ فَنِيَ بِهِ غَابَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ ، وَمَنْ أَحَبَّهُ لَمْ يُؤْثِرْ عَلَيْهِ شَيْئاً )

معرفة الحق هي شهود ربوبيته في مظاهر عبوديته ، أو تقول هي الغيبة عن الغيرية بشهود الأحدية ، أو تقول هي الترقي من شهود عالم الأشباح إلى شهود عالم الأرواح ، فيكون جسمك مع الأشباح وروحك مع الأرواح.

والفناء هو أن تبدوا لك العظمة فتنسيك كل شئ ، وتغيبك عن كل شئ، سوى الواحد الذي ليس كمثله شئ وليس معه شئ، أو تقول هو شهود حق بلا خلق ، كما أن البقاء هو شهود خلق بحق.

والفرق بين الفاني والعارف ، أن العارف يثبت الأشياء بالله ، والفاني لا يثبت شيئاً سوى الله ، العارف يقرر القدرة والحكمة ، والفاني لا يرى إلا القدرة ، العارف يرى الحق في الخلق كقول بعضهم : "ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله فيه"، والفاني لا يرى إلا الحق، يقول:" ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله قبله " العارف في مقام البقاء والفاني مجذوب في مقام الفناء الفاني سائر والعارف متمكن واصل، ومن أحب الله لم يؤثر عليه شيئاً من حظوظه وهوى نفسه ولو كان فيه حتف أنفه.

والمحبة أخذ الحق قلب من أحب من عباده ، فلا يكون له عن نفسه أخبار ، ولا مع غير محبوبه قرار، فمن عرف الحق شهده في كل شئ ولم ير معه شيئاً ، لنفوذ بصيرته من شهود عالم الأشباح إلى شهود عالم الأرواح ، ومن شهود عالم الملك إلى شهود فضاء الملكوت ، ومن فنى به وانجذب إلى حضرته غاب في شهود نوره عن كل شيء ولم يثبت مع الله شيئاً. 

فأول ما يقذف الله في قلب عبده الذي يريد أن يصطفيه لحضرته ويعرفه به ، محبته فلا يزال يلهج بذكره ، ويتعب جوارحه في خدمته ، ويتعطش إلى معرفته ، فلم يزل يتقرب إليه بالنوافل حتى يحبه الحق ، فإذا أحبه أفناه عن نفسه وغيبه عن حسه ، فكان سمعه وبصره ويده وجملته ، ثم رده إليه وأبقاءه به ، فعرفه في كل شيء ورآه قائماً بكل شيء ظاهراً في كل شئ ،والله تعالى أعلم.

إيقاظ الهمم شرح متن الحكم

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق