نفحات الطريق

يعنى الموقع بالتأصيل الشرعي للتصوف المقتبس من مشكاة نور النبوة والتعريف بمقامات وأعلام الصوفية. إلى جانب نشر كتب ورسائل عن التصوف.

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

إن الله لا يحب القلب المشترك

الإشارة : لا يستوي القلب المشترك مع القلب المفرد الخالص لله ، القلب المشترك تفرّقت همومه ، وتشتت أنواره ، بتشتيت شواغِله وعلائقه ، وتفرّقت محبته ، بتفرُّق أهوائه وحظوظه ، والقلب المفرد اجتمعت محبته ، وتوفرت أنواره وأسراره بقدر تفرُّغه من شواغله وعلائقه . وفي الحِكَم : « كما لا يحب العمل المشترك ، لا يحب القلب المشترك ، العمل المشترك لا يقبله ، والقلب المشترك لا يُقبل عليه » . وقال أيضاً : « فرِّغ قلبك من الأغيار تملؤه بالمعارف والأسرار » .

وقيل : للجنيد : كيف السبيل إلى الوصول؟ فقال : بتوبة تزيل الإصرار ، وخوف يقطع التسويف ، ورجاء يبعث على مسالك العمل ، وبإهانة النفس ، بقربها من الأجل ، وبُعدها من الأمل . قيل له : وبمَ يتوصل إلى هذا؟ فقال : بقلب مفرد ، فيه توحيد مجرد .
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَن جعل الهموم هَمّاً واحداً أي : وهو الله كفاه اللهُ همَّ دنياه ، ومَن تشعبت به الهمومُ لم يُبالِ اللهُ به في أيِّ أوديةِ الدنيا هَلَكَ » وقال صلى الله عليه وسلم : « مَن كانت الدنيا هَمَّهُ فرّق الله عليه أمره ، وجعل فقرَه بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُسم له ، ومَن كانت الآخرة نيته ، جمع الله عليه أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي صاغرة » ومَن كان الله همُّه بفنائه فيه؛ جمع الله عليه سره ، وأغناه به عما سواه ، وخدمه الوجود بأسره ، « أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكون ، فإذا شَهِدت المكون كانت الأكوانُ معك » . والله تعالى أعلم .
تفسير ابن عجيبة

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق