آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

  1. أين نحن من تلك المراتب !!
    اللهم بلغنا إياها ...

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة

      حذف

مصطلحات صوفية : الغيبة

إن لكل فن من الفنون أو علم من العلوم مثل الفقه والحديث والمنطق والنحو والهندسة والجبر والفلسفة اصطلاحات خاصة به، لا يعلمها إلا أرباب ذلك العلم، ومن قرأ كتب علم من العلوم دون أن يعرف اصطلاحاته، أو يطلع على رموزه وإشاراته، فإنه يؤول الكلام تأويلات شتى مغايرة لما يقصده العلماء، ومناقضة لما يريده الكاتبون فيتيه ويضل. 

الغيبة

وهي عندهم:"أن يغيب عن حظوظ نفسه فلا يراها، وهي – أي الحظوظ ء قائمة معه، موجودة فيه، غير أنه غائب عنها بشهود ما للحق....وغيبة أخرى وراء هذه ، وهي أن يغيب عن الفناء والفاني ، بشهود البقاء والباقي ، لا غير ، كما أخبر حارثة عن نفسه ! ويكون الشهود شهود عيان وتكون غيبته عما غاب غيبة شهود الضر والنفع لا غيبة استتار واحتجاب ".

يقول القشيري حاكياعن أبي نصر المؤذن بنيسابور أنه قال: (كنت أقرأ القرآن في مجلس الأستاذ أبي علي الدقاق بنيسابور، وقت كونه هناك وكان يتكلم في الحج كثيراً، فأثر في قلبي كلامه، فخرجت إلى الحج تلك السنة، وتركت الحانوت والحرفة، وكان الأستاذ أبو علي رحمه الله خرج إلى الحج أيضاً في تلك السنة، وكنت مدة كونه بنيسابور أخدمه وأواظب على القراءة في مجلسه، فرأيته يوماً في البادية: تطهر ونسي قمقمة كانت بيده، فحملتها، فلما عاد إلى رحلة وضعتها عنده، فقال: جزاك الله خيراً. حيث حملت هذا.
ثم نظر إليَ طويلاً كأنه لم يرني قطَ، وقال: رأيتك مرة. فمن أنت؟ فقلت: المستغاث بالله، صحبتك مدة، وخرجت من مسكني ومالي بسببك, وتقطعت في المفازة بك، والساعة تقول: رأيتك مرة) 

قال أبو سليمان الداراني وبلغه أنه قيل للأوزاعي: رأينا جاريتك الزرقاء في السوق فقال: أو زرقاء هي؟ ء فقال سليمان: "انفتحت عيون قلوبهم، وانطبقت عيون رؤوسهم".

يحكون عن ذي النون المصري أنه: "بعث إنساناً من أصحابه إلى أبي يزيد، لينقل إليه صفة أبي يزيد. فلما جاء الرجل إلى بسطام سأل عن دار أبي يزيد:
ماذا تريد؟ فقال: أريد أبا يزيد. 
فقال: من أبو يزيد؟ وأين أبو يزيد؟ أنا في طلب أبي يزيد.
فخرج الرجل، وقال: هذا مجنون.
ورجع الرجل إلى ذي النون فأخبره بما شاهد، فبكى ذو النون وقال، أخي أبو يزيد ذهب في الذاهبين إلى الله".

يقول القشيري : "هي غيبة القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق بما يرد عليه، ثم قد يغيب عن غيره فقط، وقد يغيب عن غيره وعن نفسه أيضاً إذا عظم الوارد".

يقول الهجويري: "المراد من الغيبة غيبة القلب عما دون الحق إلى حدّ أن يغيب عن نفسه، حتى أنه بغيبته عن نفسه لا يرى نفسه".
الإمام القشيري

الشيخ شهاب الدين السهروردي
يقول : " الغيبة : هي خلسة للنفس إلى عالمها بحيث تغيب عن الحواس" .

الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : " الغيبة : هي غيبة القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق ليشتغل الحس بما ورد عليه من جانب الحق تعالى حتى أنه قد يغيب عن إحساسه بنفسه فضلاً عن غيره ، والغيبة بأزاء الحضور والغيب بإزاء الشهادة .

فيقال : الغيب عن عالم الشهادة حضور في عالم الغيب الأول .
ويقال : الحضور في عالم القدس غيبة عن عالم الحس ، والحضور مع الحس غيبته في عالم القدس".

الشريف الجرجاني
يقول : " الغيبة : " غيبة ". القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق بل من أحوال نفسه بما يرد عليه من الحق إذا عظم الوارد واستولى عليه سلطان الحقيقة فهو حاضر بالحق غائب عن نفسه وعن الخلق ومما يشهد على هذا قصة النسوة اللاتي قطعن أيديهن حين شاهدن يوسف فإذا كانت مشاهدة جمال يوسف مثل هذا فكيف يكون غيبة مشاهدة أنوار ذي الجلال ". .

الشيخ أحمد زروق
يقول : " الغيبة : عدم الشعور بالخلق ". .
تنبيه:
فلا بد لمن يريد الفهم عنهم من صحبتهم حتى تتضح له عباراتهم، ويتعرف على إشاراتهم ومصطلحاتهم. قال بعض الصوفية: نحن قوم يحرم النظر في كتبنا على من لم يكن من أهل طريقنا. وقال الشيخ عبد الوهاب الشعراني: سمعت سيدي عليا الخواص يقول: إياك أن تعتقد يا أخي إذا طالعت كتب القوم، وعرفت مصطلحهم في ألفاظهم أنك صرت صوفيا، إنما التصوف التخلق بأخلاقهم، ومعرفة طرق استنباطهم لجميع الآداب والأخلاق التي تحلوا بها من الكتاب والسنة.

وإن كلام الصوفية في تحذير من لا يفهم كلامهم ولا يعرف اصطلاحاتهم من قراءة كتبهم ليس من قبيل كتم العلم، ولكن خوفا من أن يفهم الناس من كتبهم غير ما يقصدون، وخشية أن يؤولوا كلامهم على غير حقيقته، فيقعوا في الإنكار والاعتراض، شأن من يجهل علما من العلوم. لأن المطلوب من المؤمن أن يخاطب الناس بما يناسبهم من الكلام وما يتفق مع مستواهم في العلم والفهم والاستعداد.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق