آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

  1. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا

    ردحذف

مفاهيم يجب أن تصحح : التعظيم بين العبادة والأدب.



يخطئ كثير من الناس فى فهم حقيقة التعظيم وحقيقة العباده فيخلطون بينهما خلطا بيناً ويعتبرون ان اى نوع من انواع التعظيم هو عباده للمعظم ، فالقيام وتقبيل اليد وتعظيم النبى صلى الله عليه وسلم بسيدنا ومولانا ، والوقوف امامه فى الزياره بادب ووقار وخضوع ، كل ذلك غلو يؤدى الى العباده لغير الله تعالى وهذا فى الحقيقه جهل وتعنت لايرضاه الله ولا رسوله وتكلف تاباه الشريعه الاسلاميه . 

فهذا آدم اول الجنس الانسانى واول عباد الله الصالحين من هذا الجنس امر الله تعالى الملائكه بالسجود له اكراما وتعظيما لما آتاه من علمه واعلاما لهم باصطفائيته من بين سائر مخلوقاته قال تعالى : { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ } إلى آخر الآية . وفي آية أخرى قال : { أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } .. وفي آية أخرى : { فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ } ..

فالملائكه عليهم السلام عظموا من عظمه الله ، وابليس تكبر ان يسجد لمن خلق من طين فهو اول من قاس الدين برايه ، وقال : انا خير منه ، وعلل ذلك بعلة خلقه من نار وخلق آدم من طين وأنف من تكرمته عليه واستنكف من السجود له فهو اول المتكبرين ولم يعظم من عظمه الله فطرد من رحمة الله لتكبره على هذا العبد الصالح ، وهو عين التكبر على الله ، لان السجود انما هو لله اذ هو بأمره وانماجعل السجود له تشريفا وتكريما له عليهم ، وكان من الموحدين فلم ينفعه توحيده . 

ومماجاء فى تعظيم الصالحين قال الله تعالى فى حق يوسف عليه السلام : {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً} تحية وتكريما وتشريفا وتعظيما له عليهم ، والسجود من اخوته الى الارض يدل عليه قوله تعالى وخروا . ولعله كان جائزا فى شرعهم ، اوكسجود الملائكه لآدم عليه السلام تشريفا وتعظيما امتثالا لأمر الله تأويلا لرؤيا يوسف اذ رؤيا الانبياء وحي . 

اماسيدنا و نبينا محمد صلى الله عليه وسلم  فقد قال الله تعالى فى حقه: { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} ، وقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } ، وقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } الآيات الثلاث . وقال تعالى : { لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً } ونهى عن التقدم بين يديه بالقول وسوء الادب بسبقه بالكلام قال سهل بن عبدالله : لاتقولوا قبل ان يقول اى لاتتكلموا قبله، واذا قال فاستمعوا له وانصتوا ونهوا عن التقدم والتعجل بقضاء امر قبل قضائه فيه وان يفتوا بشئ فى ذلك من قتال اوغيره من امر دينهم الا بامره ولا يسبقوه به . ثم وعظهم وحذرهم من مخالفة ذلك فقال : { وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }. 

قال السلمى : اتقوا الله في إهمال حقه وتضييع حرمته ، إنه سميع لقولكم ، عليم بفعلكم ، ثم نهاهم عن رفع الصوت فوق صوته والجهر له بالقول كما يجهر بعضهم لبعض ويرفع صوته ، وقيل كما ينادى بعضهم بعضا باسمه. 
قال ابو محمد مكى : اي لا تسابقوه بالكلام وتغلظوا له بالخطاب ولا تنادوه باسمه نداء بعضكم لبعض ولكن عظموه ووقروه ونادوه باشرف ما يجب ان ينادى به : يارسول الله ، يانبى الله ، وهذا كقوله فى الآيه الاخرى: { لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً } ، وقال غيره : لاتخاطبوه الا مستفهمين ثم خوفهم الله تعالى بحبوط اعمالهم ان هم فعلوا ذلك وحذرهم منه ، والآيه نزلت فى جماعه اتوا النبى صلى الله عليه وسلم فنادوه يامحمد اخرج الينا فذمهم الله تعالى بالجهل ووصفهم بان اكثرهم لا يعقلون . 
يقول عمرو ابن العاص رضى الله عنه :وماكان احد احب الى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولااجل فى عينى منه ، وماكنت اطيق ان املأ عينى منه اجلالا له ، ولو سئلت ان اصفه ما اطقت لأنى لم اكن املأعينى منه . 
وروى الترمذى عن انس : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج على اصحابه من المهاجرين والانصار وهم جلوس فيهم ابوبكر وعمر فلا يرفع احد منهم اليه بصره ،الا ابوبكر وعمر فانهما كانا ينظران اليه وينظر اليهما ويبتسمان اليه ويبتسم لهما . 
وروى اسامه بن شريك قال : أتيت النبى صلى الله عليه وسلم واصحابه حوله كأنما على رؤسهم الطير ، وفى صفته اذا تكلم اطرق جلسائه كأن على رؤسهم الطير . 
وقال عروه بن مسعود : حين وجهته قريش عام القضيه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى من تعظيم أصحابه له مارأى ،وانه لايتوضأ الا أبتدروا وضوئه وكانوا يقتتلون عليه. 
ولا يبصق بصاقا ولا يتنخم نخامه الا تلقوها باكفهم فدلكوا بها وجوههم واجسادهم. 
ولاتسقط منه شعره الا ابتدروها. 
واذا أمرهم بأمر أبتدروا أمره. 
واذا تكلم خفضوا اصواتهم عنده. 
وما يحدون اليه النظر تعظيما له. 
فلما رجع الى قريش قال : يامعشر قريش أنى جئت كسرى فى ملكه ، وقيصر فى ملكه ، والنجاشى فى ملكه ، وأنى والله ما رأيت ملكا فى قوم قط مثل محمد فى اصحابه ، وفى رواية أن رأيت ملكا قط يعظمه اصحابه ما يعظم محمدا اصحابه وقد رايت قوما لايسلمونه ابدا. 
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن جابر بن عبد الله قال: "قيل يا رسول الله أي الإيمان أفضل؟؟؟ 
قال: الصبر والسماحة.قيل: فأي المؤمنين أكمل إيمانا؟؟؟ 
قال: أحسنهم خلقا. 
والحاصل ان هنا امرين عظيمين لابد من ملاحظتهما احدهما وجوب تعظيم النبى صلى الله عليه وسلم ورفع رتبته عن سائر الخلق والثانى افراد الربوبيه واعتقاد ان الله تبارك وتعالى منفرد بذاته وصفاته وافعاله عن جميع خلقه . فمن اعتقد فى مخلوق مشاركة البارى سبحانه وتعالى فى شئ من ذلك فقد اشرك كالمشركين الذين كانوا يعتقدون الألوهية للاصنام واستحقاقها العباده ، ومن قصر بالرسول صلى الله عليه وسلم عن شئ من مرتبته فقد عصى اوكفر. 
واما من بالغ فى تعظيمه صلى الله عليه وسلم بانواع التعظيم ولم يصفه بشئ من صفات البارى عز وجل فقد اصاب الحق وحافظ على اعتقاده في الربوبيه والرساله جيمعا وذلك هو القول الذى لاافراط فيه ولاتفريط . 
واذا وجد فى كلام المؤمنين اسناد شئ لغير الله تعالى ، يجب حمله على المجاز العقلى ولا سبيل الى تكفيرهم اذ المجاز مستعمل فى الكتاب والسنه . 

كتاب :مفاهيم يجب ان تصحح

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق