آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

المجذوب عند الصوفية

المجذوب في اصطلاح الصوفية : من جذبه الحق إلى حضرته وأولاه ما شاء من المواهب بلا كلفة ولا مجاهدة ولا رياضة .

يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري :

" فأرباب الجذب يكشف لهم عن كمال ذاته ، ثم يردهم إلى شهود صفاته ، ثم يرجعهم إلى التعلق بأسمائه ، ثم يردهم إلى شهود آثاره . والسالكون على عكس هذا . فنهاية السالكين بداية المجذوبين . وبداية السالكين نهاية المجذوبين ، لكن لا بمعنى واحد ، فربما التقيا في الطريق ، هذا في ترقيه وهذا في تدليه ".

يقول الشيخ ابن عباد الرندي :

" شأن السالكين الاستدلال بالأشياء عليه ، وهم الذين يقولون : ما رأينا شيئاً إلا ورأينا الله بعده . وشأن المجذوبين الاستدلال به على الأشياء ، وهم الذين يقولون : ما رأينا شيئاً إلا رأينا الله قبله .

ولا شك أن الدليل أظهر من المدلول . فأول ما ظهر للسالكين الآثار ، وهي الأفعال ، فاستدلوا بها على الأسماء ، وبالأسماء على الصفات ، وبالصفات على وجود الذات ، فكان حالهم الترقي والصعود من أسفل إلى أعلى .
وأول ما ظهر للمجذوبين حقيقة كمال الذات المقدسة ، ثم ردوا منها إلى مشاهدة الصفات ، ثم رجعوا إلى التعلق بالأسماء ثم أُنزلوا إلى شهود الآثار . فكان حالهم التدلي والتنزل من أعلى إلى أسفل .
فما بدأ به السالكون من شهود الآثار إليه انتهاء المجذوبون . وما ابتدأ به المجذوبون من كشف حقيقة الذات إليه انتهاء السالكين .
لكن لا بمعنى واحد ، فإن مراد السالكين شهود الأشياء لله . ومراد المجذوبين شهود الأشياء بالله ، فالسالكون عاملون على طريق الفناء والمحو ، والمجذوبون مسلوك بهم طريق البقاء والصحو . ولما كان شأن الفريقين النزول في تلك المنازل المذكورة لزم التقاؤهما في طريق سفرهما : السالك مُتَرَقِِّ، والمجذوب مُتَدَلِّ ".

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق