آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

مبادئ التصوف : ذكر الله.

الذكرهو: “التّخَلُّص من الغفلة والنسيان بدوام حضور القلب مع الحق”.

الذكر استغراق الذاكر في شهود المذكور، ثم استهلاكه في وجود المذكور، حتى لا يبقى منك أثر يذكر، فيقال قد كان مرةً فلان.
وحَقِيقَة الذّكر أَن تنسى مَا سوى الْمَذْكُور فى الذّكر لقَوْله تَعَالَى: {وَاذْكُر رَبك إِذا نسيت} .
الذكر لذة قلوب العارفين . قال الله عز وجل : الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب [ الرعد : 28 ] . قال مالك بن دينار : ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل . 

وَقَالَ بعضهم:" الذّكر طرد الْغَفْلَة فَإِذا ارْتَفَعت الْغَفْلَة فَأَنت ذَاكر وَإِن سكت".
يقول الحق جلّ جلاله:{ يا أيها الذين آمنوا اذكروا اللهَ ذكراً كثيراً }قياماً،وقعوداً، وعلى جنوبكم، قال ابن عباس:(لم يُعذَر أحد في ترك ذكر الله عزّ وجل إلا مَن غلب على عقله).وقال: الذكر الكثير:ألاَّ تنساه أبداً.وروى أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أكْثِرُوا ذِكرَ اللهِ حتى يقولوا مجنونٌ ".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أُنْبِئُكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذّهب والوَرِق (الفِضّة)، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله". 

لذلك جعل الصوفية الذكر: العمدة في الطريق والرُّكن الركين في السير والسلوك، والأساس المتين في التخلية والتحلية والترقي، وجميع الخصال المحمودة عندهم راجعة إلى الذكر ومنشؤها عن الذكر؛ مِن ذلك قول الإمام أبو القاسم القشيري: "الذكر ركن قوي في طريق الحق سبحانه وتعالى، بل هو العمدة في هذا الطريق، ولا يصِل أحد إلى الله تعالى إلا بدوام الذكر"، وقال كذلك: الذكر هو: "الخروج مِن ميدان الغفلة إلى فضاء المشاهدة على غلبة الخوف وشدة الحب”، قيل لأحدهم: “هل أنت صائم؟ فقال: إني صائم بذكره، فإذا ذكرت غيره أفطرت".
قال عليه الصلاة والسلام ـ " مَنْ أحبَّ شيئاً أكثَرَ من ذكره " قلت: لأن ذكر الله عنوان محبته، ومنار وصلته، وهو الباب الأعظم في الدخول إلى حضرته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سَبَق المُفَرِّدُونَ، قيل: مَن المفرِّدون يا رسول الله؟ قال: المُسْتَهْتَرُون بذِكْرِ الله، يَضَعُ الذِّكرُ عنهم أثقالَهُمْ، فيَردُون يَوْمَ القيامةِ خِفَافاً " وسئل صلى الله عليه وسلم: أيّ المجاهدين أعظمُ أجراً؟ قال: " أكثرهم لله تبارك وتعالى ذِكْراً " قيل: فأي الصالحين أعظم أجراً؟ قال: " أكثرهم لله تبارك وتعالى ذِكْراً ".
قال سيدي حمزة بن العباس:إذا أردت أن تسمو أخلاقك ، وتصفو أذواقك ، وتهيج أشواقك ، فعليك بذكر الله وصحبة الصالحين المحبين والتأدب معهم. 
قال النصرأبادى: وقت الله العبادات كلها باوقات الذكر فانه أمر أن يذكر ذكراً كثيراً والذكر الكثير للقلب وهو ان لا يفتر القلب عن المشاهدة ولا يغفل عن الحضرة بحال
،وقد أجمل الحق عز وجل القصد مِن الذكر في آخر سورة الأعراف في قوله: "وَاذكُر رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالاَصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ” [الاَعراف، 205]، ثُمّ ثنّى بحال الملائكة للترغيب في مُشابهتهم والاقتداء بهم، فقال: “إِنَّ الَذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ" [الاَعراف، 206].
قال ابن كثير: “المراد الحضُّ على كثرة الذكر مِن العباد بالغدو والآصال، لئلا يكونوا مِن الغافلين، ولهذا مَدحَ الملائكةَ الذين يُسبِّحون الليل والنهار لا يفترون، وإنّما ذَكَرَهُم ليُقتدى بهم”.
وقال العلامة ابن عاشور:" والمعنى: الحثُّ على تكرار ذِكر الله في مختلف الأحوال؛ لأن المسلمين مأمورون بالاقتداء بأهل الكمال من الملإ الأعلى"، فليس للمسلم استغناءٌ عن الذكر حتى يتحقق بحال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلاّ صار في درجة من درجات الغافلين؛ وقد كان صلى الله عليه وسلم يَذكر الله في كل أحواله وأحيانه.
وتتّضح أهمية الذكر وأفضليته على سائر العبادات في ما أفصح عنه الرسول صلى الله عليه وسلم مِن أمور الغيب والجزاء في قوله: “ليس يَتَحسَّر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرّت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها”، والتحسر في الجنة إنما يكون لهم حين يرون مقامات الذاكرين من فوقهم وتنكشف رُتبهُم ودرجاتهُم، فإذا انكشف الغطاء يوم القيامة عن ثواب عباداتهم وأعمالهم.. لم يروا ثوابا أفضل من ذكر الله تعالى..
والعبادات لها حُكمها وعَدَدُها ووقتها، أمّا الذكر فهو مطلق ومُحرّر من القيود، وذلك يرجع إلى أهميته وضرورته، ولا يُعفى منه أحد عند الأعذار وبغير الأعذار.
ثم الحض على الذكر إذ هو سبب التهذيب والتأديب فيزجر صاحبه عن الخوض فيما لا يعنيه.


الذكر استغراق الذاكر في شهود المذكور، ثم استهلاكه في وجود المذكور، حتى لا يبقى منك أثر يذكر، فيقال قد كان مرةً فلان.
وحَقِيقَة الذّكر أَن تنسى مَا سوى الْمَذْكُور فى الذّكر لقَوْله تَعَالَى: {وَاذْكُر رَبك إِذا نسيت} .
الذكر لذة قلوب العارفين . قال الله عز وجل : الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب [ الرعد : 28 ] . قال مالك بن دينار : ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل . 

وَقَالَ بعضهم:" الذّكر طرد الْغَفْلَة فَإِذا ارْتَفَعت الْغَفْلَة فَأَنت ذَاكر وَإِن سكت".
يقول الحق جلّ جلاله:{ يا أيها الذين آمنوا اذكروا اللهَ ذكراً كثيراً }قياماً،وقعوداً، وعلى جنوبكم، قال ابن عباس:(لم يُعذَر أحد في ترك ذكر الله عزّ وجل إلا مَن غلب على عقله).وقال: الذكر الكثير:ألاَّ تنساه أبداً.وروى أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أكْثِرُوا ذِكرَ اللهِ حتى يقولوا مجنونٌ ".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أُنْبِئُكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذّهب والوَرِق (الفِضّة)، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله". 

لذلك جعل الصوفية الذكر: العمدة في الطريق والرُّكن الركين في السير والسلوك، والأساس المتين في التخلية والتحلية والترقي، وجميع الخصال المحمودة عندهم راجعة إلى الذكر ومنشؤها عن الذكر؛ مِن ذلك قول الإمام أبو القاسم القشيري: "الذكر ركن قوي في طريق الحق سبحانه وتعالى، بل هو العمدة في هذا الطريق، ولا يصِل أحد إلى الله تعالى إلا بدوام الذكر"، وقال كذلك: الذكر هو: "الخروج مِن ميدان الغفلة إلى فضاء المشاهدة على غلبة الخوف وشدة الحب”، قيل لأحدهم: “هل أنت صائم؟ فقال: إني صائم بذكره، فإذا ذكرت غيره أفطرت".
قال عليه الصلاة والسلام ـ " مَنْ أحبَّ شيئاً أكثَرَ من ذكره " قلت: لأن ذكر الله عنوان محبته، ومنار وصلته، وهو الباب الأعظم في الدخول إلى حضرته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سَبَق المُفَرِّدُونَ، قيل: مَن المفرِّدون يا رسول الله؟ قال: المُسْتَهْتَرُون بذِكْرِ الله، يَضَعُ الذِّكرُ عنهم أثقالَهُمْ، فيَردُون يَوْمَ القيامةِ خِفَافاً " وسئل صلى الله عليه وسلم: أيّ المجاهدين أعظمُ أجراً؟ قال: " أكثرهم لله تبارك وتعالى ذِكْراً " قيل: فأي الصالحين أعظم أجراً؟ قال: " أكثرهم لله تبارك وتعالى ذِكْراً ".
قال سيدي حمزة بن العباس:إذا أردت أن تسمو أخلاقك ، وتصفو أذواقك ، وتهيج أشواقك ، فعليك بذكر الله وصحبة الصالحين المحبين والتأدب معهم. 
قال النصرأبادى: وقت الله العبادات كلها باوقات الذكر فانه أمر أن يذكر ذكراً كثيراً والذكر الكثير للقلب وهو ان لا يفتر القلب عن المشاهدة ولا يغفل عن الحضرة بحال
،وقد أجمل الحق عز وجل القصد مِن الذكر في آخر سورة الأعراف في قوله: "وَاذكُر رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالاَصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ" [الاَعراف، 205]، ثُمّ ثنّى بحال الملائكة للترغيب في مُشابهتهم والاقتداء بهم، فقال: "إِنَّ الَذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ" [الاَعراف، 206].
قال ابن كثير: “المراد الحضُّ على كثرة الذكر مِن العباد بالغدو والآصال، لئلا يكونوا مِن الغافلين، ولهذا مَدحَ الملائكةَ الذين يُسبِّحون الليل والنهار لا يفترون، وإنّما ذَكَرَهُم ليُقتدى بهم”.
وقال العلامة ابن عاشور:" والمعنى: الحثُّ على تكرار ذِكر الله في مختلف الأحوال؛ لأن المسلمين مأمورون بالاقتداء بأهل الكمال من الملإ الأعلى"، فليس للمسلم استغناءٌ عن الذكر حتى يتحقق بحال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلاّ صار في درجة من درجات الغافلين؛ وقد كان صلى الله عليه وسلم يَذكر الله في كل أحواله وأحيانه.
وتتّضح أهمية الذكر وأفضليته على سائر العبادات في ما أفصح عنه الرسول صلى الله عليه وسلم مِن أمور الغيب والجزاء في قوله: “ليس يَتَحسَّر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرّت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها”، والتحسر في الجنة إنما يكون لهم حين يرون مقامات الذاكرين من فوقهم وتنكشف رُتبهُم ودرجاتهُم، فإذا انكشف الغطاء يوم القيامة عن ثواب عباداتهم وأعمالهم.. لم يروا ثوابا أفضل من ذكر الله تعالى..
والعبادات لها حُكمها وعَدَدُها ووقتها، أمّا الذكر فهو مطلق ومُحرّر من القيود، وذلك يرجع إلى أهميته وضرورته، ولا يُعفى منه أحد عند الأعذار وبغير الأعذار.
ثم الحض على الذكر إذ هو سبب التهذيب والتأديب فيزجر صاحبه عن الخوض فيما لا يعنيه.


صنف الذّكر أصنافا فَالْأول ذكر الْقلب وَهُوَ أَن يكون الْمَذْكُور غير منسي فيذكر وَالثَّانِي ذكر أَوْصَاف الْمَذْكُور وَالثَّالِث شُهُود الْمَذْكُور فيفني عَن الذّكر لِأَن أَوْصَاف الْمَذْكُور تفنيك عَن أوصافك فتفنى عَن الذّكر.
يقول ابن عجيبة:واعلم أن الذكر ثلاثة أنواع: ذكر اللسان فقط وهو ذكر الغافلين، وذكر اللسان والقلب وهو ذكر السائرين، وذكر القلب فقط، وهو ذكر الواصلين، والذكر هو أفضل الأعمال كما تقتضيه الأحاديث النبوية والآيات القرآنية، وهو أقرب الطرق الموصلة إلى الله تعالى، إذا كان بشيخ كامل، واعلم أن الذكر على أنواع كثيرة من تهليل وتكبير وتسبيح وحَمْدَلَةٍ وحَسْبَلَةٍ وحوقلة وصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكلِّ خاصيةٌ وثمرة.

والسالك لا يستغني عن الذكر مهما كانت رتبته ومقامه؛ وإنّ من مقاصد الذكر تزكية النفس وطهارتها، فتأخذ النفس من التزكية والطهارة في كل مقام بحسب ما تقتضيه وظائفه.
قَالَ سرى السَّقطِي صَحِبت زنجبيا فِي الْبَريَّة فرأيته كلما ذكر الله تغير لَونه وابيض فَقلت يَا هَذَا أرى عجبا إِنَّك كلما ذكرت الله حَالَتْ لبستك وتغيرت صِفَتك فَقَالَ يَا أخي أما أَنَّك لَو ذكرت الله حق ذكره لحالت لبستك وتغيرت صِفَتك.
كان أبو مسلم الخولاني كثير الذكر ، فرآه بعض الناس فأنكر حاله ، فقال لأصحابه : أمجنون صاحبكم ؟ فسمعه أبو مسلم ، فقال لا يا أخي ، ولكن هذا دواء الجنون .

يقول سيدي حمزة بن العباس:-الذاكر إذا تجوهرت روحه بأنوار ذكر الله ، هاجت في قلبه لواعج المحبة ، فلا يقر له قرار ، ولا يمسه نصب ولا يعتريه ملل ، ولا يقهره عطش ، ولا يصده نوم ، ولا يثنيه هم ، ولا يعبأ بقيل وقال ، ولا تفتر همته دنيا ولا مال ، ولا تشغله تجارة ولا عيال ، ولا راحة له ولا مقيل ، إلا في رحاب حضرة حبيبه الجليل. ومن استدام على الحضور مع الله ، استمد من أنوار العظمة الإلهية ما يقيم في نفسه وازع الحياء ، ويوقد في قلبه أشواق بهاء الهيبة ، فيجد حلاوة الأدب مع الحق ، وبتذوق طعم حسن الخلق مع الخلق. 

واعلم ان المحبين يستوحشون من كل شاغل يشغل عن الذكر ، فلا شيء أحب إليهم من الخلوة بحبيبهم . قال عيسى عليه السلام : يا معشر الحواريين كلموا الله كثيرا ، وكلموا الناس قليلا ، قالوا : كيف نكلم الله كثيرا ؟ قال : اخلوا بمناجاته ، اخلوا بدعائه .
كما قال سيدنا علي كلام الله وجهه في وصفهم : صحبوا الدنيا بأجسادهم وأرواحهم معلقة بالمحل الأعلى ، وفي هذا المعنى قيل :

جسمي معي غير أن الروح عندكم... فالجسم في غربة والروح في وطن

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق