آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الحكم العطائية (122) : إِذَا أَرَادَ أَنْ يُظْهِرَ فَضْلَهُ عَلَيْكَ خَلَقَ وَنَسَبَ إِلَيْكَ.


{إِذَا أَرَادَ أَنْ يُظْهِرَ فَضْلَهُ عَلَيْكَ خَلَقَ وَنَسَبَ إِلَيْكَ}
الحق تعالى فاعل بالمشيئة والاختيار ، لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ، أي لا يسئل عما يفعل حقيقة وهم يسئلون شريعة ، ثم ان الحق سبحانه وتعالى قسم عباده على ثلاثة أقسام :
قسم : أعدهم للانتقام فأظهر فيهم إسمه المنتقم وإسمه القهار ، أجرى عليهم صورة العصيان بحكمته ونسبها إليهم بعدله وقهره "ولو شاء ربك ما فعلوه" "ولو شاء الله ما أشركوا" فقامت الحجة عليهم بإعتبار النسبة وإظهار الحكمة "وما ربك بظلام للعبيد" "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون".
وقسم : أعدهم الله للحلم ، ليظهر فيه إسمه الحليم وإسمه الرحيم ، أجري عليهم العصيان وحلاهم بالإيمان ، فاستحقوا العقوبة على العصيان ، ثم أن الحق تعالى حلم عليهم وعفا عنهم وأدخلهم الجنان.
وقسم : أعدهم الله للكرم ، ليظهر فيهم إسمه الكريم وإسمه الرحيم ، خلق فيهم الطاعة والاحسان ، وحلاهم بالإسلام والإيمان ، وربما زادهم التجلي بالاحسان ، فأدخلهم فسيح الجنان ، ومتعهم بالنظر إلى وجه الرحمن.
فإذا أراد الله تعالى أن يلحقك بهؤلاء السادات ، هيأك لأنواع الطاعات ، وخلق فيك القوة على فعل الخيرات ، ثم نسب إليك ذلك الفعل ، فقال :" يا عبدي فعلت كذا كذا من الخير فأنا أجازيك عليه ، أدخل الجنة برحمتي وترق إلى مقامك بعملك فمقامك حيث أنتهى عملك" ، قال تعالى :" كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً" "أنظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا" وقال تعالى :" أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون" ثم ينبغي لك أيها الأنسان أن تتأدب مع الملك الديان ، فلا تنسب إليه النقص والعصيان ، وإنما أغوتك نفسك والشيطان ، قال تعالى :" فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور" أي الشيطان ، فما كان من الكمال فانسبه إلى الكبير المتعال ، وما كان من النقصان فأمسحه في منديل النفس والشيطان.

إيقاظ الهمم في شرح الحكم

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية