آخر الأخبار

جاري التحميل ...

آفة محاسبة السر كثرة الملاحظات / الجيلاني

آفة محاسبة السر كثرة الملاحظات / الجيلاني

(ومحاسبة السر التقرب إلى الله تعالى بجميع الهم) 
  و
(آفة محاسبة السر كثرة الملاحظات).

ذكرنا في بداية الشرح لهذا الباب أن ميزان المحاسبة هو عدم الميل إلى سوى الله أي طريق القرب إلى الله.

قال التهانوي في كشاف اصطلاحات الفنون في تعريفه الأول : هو الشيطان، عبارة عن خواطر نفسانية جسمانية سواء كانت عقلية أم شرعية أو حسية أو غير ذلك مما يبعد عن قرب الحق.

فالأساس هنا القرب من الله سبحانه وتعالى تارة تسمى وسواساً وتارة خواطر وتارة ملاحظات. وبالرغم من وجود فوارق اصطلاحية بينها إلا أنها تشترك بكونها عوائق في طريق العبد عموماً والسالك خصوصاً من القرب من الله عز وجل.

وقيل إن طريق القرب هو بالهمة ورفع الحجب من أجل التقرب إلى حضرة القرب. وبدون الهمة لا يتحقق هذا القرب. ومن أجل جمع الهمة لا بدّ من محاسبة السر ليصفو من الكدرات وينشغل بهمه الذي هو طريق الوصول.

لأن الملاحظات من خطرات ووساوس، إن لم تدفع وتعالج صارت أكبر وتحولت إلى عزيمة ثم فعل، لذا قال سيدي الكيلاني في الفتح الرباني : (المؤمن اتَّحَدت خواطره وهممه لم يبق له سوى خاطر يخطر من الحق عز وجل إلى قلبه وهو واقف على باب قربه..، فإذا تمكنت معرفته له فتح الباب في وجهه فحصل من ورائه، فرأى ما لا يقدر على وصفه الخاطر للقلب والإشارة كلام خفي للسر الفاني عن نفسه وهواه).

وهنا علينا الحذر من الكلام، كما سبق وذكرنا، فبدأ بالقلب وانتهى بالسر لأن القلب غير قادر على فهمه ووصفه، فأحال الإشارة إلى السر على أن يكون هذا السر فانيأ في الله تعالى لأن السر عند البعض هو اللطيفة الربانية وهو باطن الروح، أما ربط السر بالهم (الهمة) وذلك لأن الهمة قوى روحانية تتوجه إلى الحق من أجل الكمال له أو القرب منه فالارتباط هنا روحاني.

ولا يبطل التوجه الروحاني غير آفة الملاحظات والخواطر.


أبواب التصوف (مقاماته وآفاته)

بواسطة محمد ابن سيدنا عبد القادر الكيلاني ،السيد

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية