قال سيدي أبو مدين الغوث رضي الله عنه :
(إذا رأيتُمْ الرَّجُلَ تظْهَرُ لَهُ الكراماتُ وتَنخرِقُ لهُ العاداتُ ، فلا تلتفتوا إليه، ولكن انظُروا كيفَ هُوَ عندَ امتثال الأَمْر والنّهْي).
أي : فإذا وجدتموه على قدم صدق فالأمر واضح، وإذا وجدتموه بخلاف ذلك فرتبته في الشرع معلومة لأن الكرامة لا تكون كرامة إلا إذا كانت استقامة وإلا فهي استدراج لقوله عليه الصلاة والسلام : (إذا رأيت الله يعطي العباد ما يشاؤون وهم مصرون على المعاصي فاعلم أن ذلك استدراج منه لهم؛ ثم تلا : "فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ") الآية.
(إذا رأيتُمْ الرَّجُلَ تظْهَرُ لَهُ الكراماتُ وتَنخرِقُ لهُ العاداتُ ، فلا تلتفتوا إليه، ولكن انظُروا كيفَ هُوَ عندَ امتثال الأَمْر والنّهْي).
أي : فإذا وجدتموه على قدم صدق فالأمر واضح، وإذا وجدتموه بخلاف ذلك فرتبته في الشرع معلومة لأن الكرامة لا تكون كرامة إلا إذا كانت استقامة وإلا فهي استدراج لقوله عليه الصلاة والسلام : (إذا رأيت الله يعطي العباد ما يشاؤون وهم مصرون على المعاصي فاعلم أن ذلك استدراج منه لهم؛ ثم تلا : "فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ") الآية.
قال سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه : إنما هما كرامتان جامعتان محيطتان : كرامة الإيمان بمزيد الإيقان وشهود العيان، وكرامة العمل على الاقتداء والمتابعة، ومجانبة الدعاوي والمخادعة، فمن أعطيهما ثم جعل يشتاق إلى غيرهما فهو عبد مفتري كذاب ليس له حظ في العلم والعمل بالصواب، كمن أُكرم بشهود الملك على نعت الرضا فجعل يشتاق إلى سياسة الدواب وخلع الرضا، وكل كرامة لا يصحبها الرضا عن الله ومن الله فصاحبها مستدرج مغرور ناقص، أو هالك مثبور.
ثم اعلم أن الكرامة هي معقولة في طريق القوم، ومما يجب الإيمان بها ، إلا أن الولاية لا تتوقف عليها إنما تتوقف على الكشف الإلهي المتعلق بذات الله وصفاته، مع القيام بما يجب على العبد والوقوف على حدود الشرع.
وأما الكرامة فشيء زائد نعمة من الله على عبده خلقها ونسبها إليه، يظهرها الله متى شاء على الولي، وليس للعبد كسب فيها ولا اختيار، وفي الغالب يفقدها من طلبها ويجدها من زهد فيها.
قال بعضهم : ربما فقدها أهل النهاية في نهايتهم، ووجدها أهل البداية في بدايتهم، وفائدتها إما أن تعود على من ظهرت عليه وإما على غيره، فإن عادت على من ظهرت عليه فإنها تفيده اليقين على ما هو عليه، والعارف المتمكن لا يحتاج لذلك لما هو عليه من رسوخ القدم والحق المبين، فالجبل لا يحتاج إلى من يرسيه، وقد ذكرت الكرامة عند سهل بن عبد الله رضي الله عنه فقال : وما الآيات وما الكرامات ؟ وهي شيء ينقضي لوقته ولكن أكبر الكرامات أن تبدل خلقا مذموما من أخلاق نفسك بخلق محمود، ومنتهى الفائدة أن الكرامة إذا صدرت من المريد عن استقامة فهي له وإن صدرت عن عدم استقامة فهي عليه، ولا ينبغي له أن يغتر بذلك، فقد صدر من السحرة ما تعجز عنه العقول.
قيل لأبي يزيد البسطامي رضي الله عنه : فلانا يمشي على الماء،فقال : الحيتان في الماء والطير في الهواء أعجب من ذلك.
وقال سيدي أبو العباس : ليس الشأن من تُطوى له الأرض إنما الشأن من تطوى عنه أوصاف نفسه، فإذا هو عند ربه.
قلت : فمن كرامة الله على عبده أن يدخله لحضرته وأن يوفقه لطاعته "فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ".