وأما ما تظاهرَ به أهل الطرق من رُسومات لأوضاع اخترعوها فينبغي أن لا يتظاهر بها أحد، خصوصاً العلماء والطلبة؛ وذلك لأنه كدواء مخصوص بداءٍ مخصوص لأشخاص مخصوصة وضعها بعض العارفين لهم ولا يُقتدى بهم في ذلك لأنه خلاف الاتباع. وأما طريقة الاتباع فهي طريقة الأنبياء والصحابة والتابعين والأئمّة العارفين المقتدين، فهي الطريقة المُثلى السّالمة العواقب ظاهراً وباطناً دنيا وأخرى، فاتبعوا ولا تبتدعوا فالخير كله في الاتباع والشرُّ كلُّه في الابتداع.
اعلم أن الأذكار ثلاثة : الذكر الجهري والذكر الخفي والذكر القلبي وهو تصوير الأذكار في القلب. ثم إن بعض الصوفية جعل للنفس سبعة مقامات : المقام الأول منها ظلمات الأغيار وتسمّى النفس فيه بالأمَّارة وذكرها (لا إله إلا الله)، المقام الثاني : الأنوار وتسمّى النفس فيه باللوامة وذكرها (الله الله) . المقام الثالث : الأسرار وتسمّى النّفس فيه بالمُلهَمة وذكرها (هو)، المقام الرابع : الكمال وتسمّى النفس فيه بالمطمئنة وذكرها حق المقام، الخامس : الوصَال وتسمّى النفس فيه بالراضية وذكرها المقام. والسادس : تجليات الأفعال وتسمّى النفس فيه بالمرضية وذكرها (قيوم). المقام السابع : تجليات الصفات والأسماء وتسمّى النفس فيه بالكاملة وذكرها (قهار).
وبعضهم جعل المقامات السبعة لطائف :
اللطيفة الأولى : النفس الأمارة وتسمى لطيفة القلب ونورها أصغر تحت الثَّدي الأيسر بأصبعين.
اللطيفة الثانية : النفس اللوامة وتسمى لطيفة الروح ونورها أحمر تحت الثدي الأيمن بأصبعين.
اللطيفة الثالثة : النفس الملهمة وتسمى لطيفة السرّ ونورها أبيض فوق الثدي الأيسر بأصبعين.
اللطيفة الرابعة : النفس المطمئنة وتسمى لطيفة الحق ونورها أسود فوق الثدي الأيمن بأصبعين.
اللطيفة الخامسة : النفس الراضية وتسمى لطيفة الأحقاء ونورها أخضر وسط الصدر.
اللطيفة السادسة : النفس المرضية في الجبهة.
اللطيفة السابعة : النفس الكاملة في أعلى الرأس.
وذكر جميع اللطائف (الله) و(لا إله إلا الله) بتصوير ألفاظ الذكر مع المرور على جميع اللطائف مع كتم النفس.