آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شرح منازل السائرين عبد الرزاق القاشاني-3

القريب

أي الجليّ الظاهرالمُطَّلع على الأشياء؛ فلظهوره بصورة الكلِّ قال : {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}[ق : 16] ولاطِّلاعه على أحوال الكلِّ قال : {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186]. 
وهذه الستَّة موجبات اختصاص الحمد به للأمر الأول من الأمرين المذكورين، وهو الاستحقاق بالكمال الذّاتيِّ التامّ؛ والستَّة التالية لها موجبات الاختصاص للأمر الثاني، أعني الإحسان والإنعام. وكذا اللطيف القريب بالمعنيين الأخيرين. 
و(الأحد) صفةٌ مؤكدة للواحد، وكذا (الصمد) للقيُّوم، و(القريب) للطيف؛وكلُّ تالٍ مُقرِّرٌ للسابق مقولَه فما أحسَنَ نظمه قوله: 

الذي أمطرَ سرائرَ العارفين كرائم الكلم من غمَائِم الحِكَم.

هذه ثمرات القرب واللطف، وحقُّ التركيب أن يُقال : "أمطر على سرائر العارفين" كقوله تعالى : {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا} [النمل:58] فنزع الخافضَ وأوقع الفعلَ عليه بنفسه كقوله تعالى : {وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا} [الأعراف:155]. 
(وكرائم الكلم) هي المعارف والحقائق من الأسماء الإلهية المُختصَّة بسرائرهم أي الصافية البالغة مبالغ الأرواح في الترقِّي. 
(وغمائم الحكم) هي خزائن الأسماء الإلهيّة المتوسِّطَة بين سماء الذات الأحديَّة وأراضي الاستعدادات البشريَّة؛ وشبَّههَا ب"الغمائم" ترشيحاً لاستعارة الأمطار للإفاضة، والمطر للحكمة. وفيه إشارة إلى أنها مواهب كالمطر لا مكاسب.


التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية