آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

شرح منازل السائرين عبد الرزاق القاشاني-2

القَيُّومُ الصَّمَدُ

هما صفتان له بالنسبة إلى الخَلق؛ فإن "القيوم" هو المقوِّم لكل ما سواه بإقامته بالوجود، حتى يقوم به موجودا - وإلا لكان عدما محضا - فهو وصفٌ له باعتبار وجود الكلِّ به.

و"الصَّمَدُ" هو الذي يُصمد - أي يُقصد - لافتقار الكلِّ إليه. فهو وصفٌ له باعتبار العدم الذاتي للمكونات بدونه، الموجب لاحتياج الكلِّ إليه ولهذا قيل : "الصَّمَدُ : الذي لا جوف له" من قولهم : "مُصمَد".

فإنَّ من الممكن ليس إلا صورة في العلم ونقشا خياليا لا معنى له ولا حقيقة إلا هو فهو الأجوف الذي لولا صمديَّته له وظهوره في صورته لم يكن شيئا؛ كما قال تعالى : {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا}[مريم - الآية 67] ومن ثمَّ قال بعض العرفاء : "أنا رَدْمٌ كلُّه".
وفيهما إيناس بالقرب من العباد.

اللطيف

أي الخفيّ الباطن للطافته؛ من قوله : {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الأنعام:103] أو الموصل للّطائف - أي النعم التي يحسن موقعها عند المنعَم عليه، من قوله : {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ}[الشورى:19].

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق