آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تُحفةُ السَّالِكِين ودَلاَلَةُ السَّائِرِين لِمنْهَجِ المُقَرَّبِين -4

واعلم أن التلقين للذكر أولًا كالبذرة تغرس لتنبت فروعها بعد ثبوت أصلها في قلب الذاكر فيمتد بالورد منها بقدر همته، والذكر نفسه مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح، وينبغي للشيخ أن يذكر للمريد عند التلقين نسبه لئلا يجهل المريد آباءه إذا كان المريد لا يعرف سند الطريق، وسلسلة القوم أو كان هناك من لا يعرف ذلك، لأن من لا يعرف نسبه فهو لقيط في الطريق، وربما انتسب إلى غير أبيه، وقوله تعالى : {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّه}، والمراد بمعرفة الآباء الاقتداء بهم في الأخلاق الشرعية، وقال سيدي عمر بن الفارض : (نسب أقرب في شرع الهوى بيننا من نسب من أبوي) وذلك لأن الروح ألصق بك، فأبو الروح يليك، وأبو الجسم بعده، فكان بذلك أحق بأن تنتسب إليه دون أبي الجسم، وورد أن المرء ابن دينه، وقد درج السلف الصالح كلهم على تعليم المريدين آداب آبائهم ومعرفة أنسابهم، وصرح في القول المتين في فضل الذكر والتلقين أن ذكر سند التلقين مقدم عليه بخلاف سند إلباس الخرقة، وقال الشعراني في مدارج السالكين بعكس ذلك.

ولنذكر سلسلة القوم هنا تبركًا، وليقف عليها المريد الذي لم يرها، فنقول :

لقَّنَ رب العزة جبريل عليه السلام، وهو لقَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لقَّنَ علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه، وهو لقَّن ابنه الحسن، والحسين، والحسن البصري، وكمال بن زياد، والحسن البصري لقَّن حبيباً العجمي، وهو لقَّن داود بن نصير الطائي، وهو لقَّن معروف بن فيروز الكرخي، وهو لقَّن السري بن مغلس السقطي، وهو لقَّن الجنيد بن محمد، سيد الطائفة، البغدادي، وهو لقن محمد الدينوري، وهو لقن محمد البكري، وهو لقن وجيه الدين القاضي، وهو لقَّن عمر البكري، وهو لقن أبا النجيب السهروردي، وهو لقن قطب الدين الأبهري، وهو لقَّن ركن الدين محمد النجاشي، وهو لقن شهاب الدين محمد الشيرازي، وهو لقن سيدي جمال الدين التبريزي، وهو لقن إبراهيم الزاهد الجيلاني، وهو لقن محمد الخلوتي، وهو لقن محمد أمبرام الخلوتي، وهو لقن الحاج عز الدين، وهو لقن صدر الدين الخيالي، وهو لقن سيدي يحيى الماكوري، صاحب ورد النستار، وهو لقن سيدي محمد بهاء الدين الشيراواني ويقال له الأرزنجالي، وهو لقن جلي سلطان الأقسداي الشهير بجمال الخلوتي، وهو لقن خير الدين التوقادي، وهو لقن الشيخ شعبان القسطموني، وهو لقن محيي الدين القسطموني، وهو لقن سيدي عمر الفؤادي، وهو لقن إسماعيل الجرومي المدفون بالغرب من مرقد سيدي بلال الحبشي بديار الشام، وهو لقن علي قرا باشا أفندم، وتخلف عن وليه الشيخ مصطفى الطبراني وهو الذي أجاز بالإرشاد، وهو لقن الشيخ عبد اللطيف الخلوتي الحلبي، وهو لقن وأرشد قطب الوجود مصطفى بن كمال الدين الصديقي صاحب ورد سحر، وهو لقن قطب زمانه وفريد عصره وأوانه شيخنا الشمس الحنفي، وهو لقن الفقير محمد بن حسن السمنودي الشهير بالمنير ولقن أيضا سيدي محمد عبد الله الشنتناوي، ولقن سيدي عبد الله الشنتناوي سيدي حسن المصيلحي ووقع الفتح الأكبر.
أولئك آبائي فجئني بمثلهم    إذا جمعتنا يا جرير المجامع

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية