الأَدَبُ :
(وقتٌ
يريدون به أدب الشريعة) وهو أدب إلهي يتولى تعليمه الوحي كما قال صلى الله
عليه وسلم : {أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي}.
(ووقتُ
أدب الخدمة) : هو معاملتنا مع الحق فيما يليق به ويرضيه ويوجب شكره تعالى
عليه، أو معاملتنا مع الخلق فيما يليق بهم ورضيهم، ويوجب شكرهم على ذلك.
ومن هذا الباب
استعمال الجوارح، والجوانح فيما يوجب شكرها عند ربها عليه.
(ووقت أدب الحق) : هو أن تلتزم المنع والتحجير على حد تقتضيه العبودية الخالصة، فلا
تزاحمه فيما يحملك على الإطلاق في التصرف، فإن ذلك من وجوه كبريائه وعظمتهن ومن
نازعه فيهما انتقم.
(وأدب
الشريعة) : الوقوف عند مرسومها الذي تولى الوحي تعليمه للنبي صلى الله عليه
وسلم والنبي لنا.
(وأَدبُ
الخِدْمَةِ) : الفناء عن رؤيتها مع المبالغة فيها، إذ مَن فنِيَ عن رؤيتها رأى
نفسه ينظر فيها، ومن رآها هكذا، ازداد في المبالغة، ومن ازداد في المبالغة جنى
ثمرة غرسه في وصل المأدوب له وقربه.
(وأدبُ
الحَق) : أن تعرف مالك وماله، فتلزم العبودية التي هي خالصتك، فتقابل بخالصتك
في البساط خالصة الحق بلا واسطة.
ولذلك قال قدس
سره : "المحدث والذي سمع بخبرك واسطة".
** ** **
رشحُ الزُّلال
شرح الألفاظ المتداولة بين أرباب الأذواق والأحوال
بواسطة عبد الرزاق بن أحمد/القاشاني