المكتوب
الخامس عشر
أيُّها العزيزُ لا بُدَّ من قلبٍ سليمٍ يَفهمُ رُموزَ (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) وفَهمٍ كاملٍ يُدركُ دقائِقَ أسرارِ (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ) وبصرٍ صادقٍ يُشاهدُ بعين القلبِ شواهدَ معرفةِ (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) ويستقبلُ بقلبهِ دَواعي وُصولِ (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) وينتبهُ من نوزِ غفلةِ (وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) من زَواجرِ تنبيهِ (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً) ويستمسكُ بعُرْوَةِ وُثْقَى (وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) وَيَركبُ على سفينةِ (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ) في بحرِ (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ويَغوصُ فيهِ باذلاً روحَهُ فَإن ظَفَرَ على جَوْهَرِ المَطلوبِ (فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) وإن تَلَفَتْ مُهْجَتُهُ (فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ).
انتهى