آخر الأخبار

جاري التحميل ...

رسائل مولاي العربي الدرقاوي - حقيقة الذكر


إنّ المؤمن تحصل له الطمأنينة بذكر ربّه حتّى لا يحزنه الفزع الأكبر يوم القيامة، فما بالك بما يصيبه في الدنيا من البلايا والمحن ؟ فاشدد يا أخي يدك على ذكر ربك دائما - كما قلنا لك - ترى عجباً، والله يوفقنا وإياك.

وليس الذكر عندنا أن يقول الذاكر (الله، الله ) دائما ويصلّي ويصوم كذلك، وحين تصيبه مصيبة يفتّش على ما بيده من الأعمال فلا يجد منها شيئا، بل الذكر عند أهل التحقيق رضي الله عنهم : أن يقوم الذاكر بما لا بدّ منه من المأمورات، وأوكدها ترك ما لا يعني دائماً، ثم إن تعرَّفَ له ربه، أو تقول : تجلى له ربه بأسمائه الجلالية، وبأسمائه الجمالية، فيعرفه ولا يجهله، وهذا هو الذكر عند الذاكرين، لا مَن يعبد الله على الدوام وحين يتجلى له مولاه بما يخالف هواه يجهله ولا يعرفه، فافهم، فهّمنا الله وإيّاك آمين، واصبر على ربّك واشدّد يدك على الصبر عليه، فإنّه سبحانه وتعالى يغطّي ضعفك بقوّته، وذُلَّك بعزّته، وفقرك بغناه،وعجزك بقدرته، وجهلك بعلمه، وغضبك بحلمه، وهكذا ...، وحينئذٍ تحيى الحياة الأبديّة في الدنيا والآخرة، ولا تخفاك الحياة الأبديّة إذ قال الله تعالى في أهلها : (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ) [الحجرات آية / 47 ، 48]، وقال صلّى الله عليه وسلّم : ( ومن أدى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتّى تعلموا أن قد كافأتموه ) رواه النسائي في سننه، وكلّ ذلك حتّى يتخلّص القلب من رقّ إحسان الخلق ويتعلّق بالملك الحقّ .



التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية