آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

الحقيقة القلبية الصوفية - 42

وقال أبو عمر الزجاجي -من أصحاب الجنيد والثوري - : كان الناس في الجاهليّة يتبعون ما استحسنه عقولهم وطبائعهم ، فجاء النبي فردّهم إلى الشريعة والاتباع. فالعقل الصحيح هو الذي يستحسن ما استحسنه الشرع، ويستقبح ما يستقبحه.

وقيل لإسماعيل بن محمد السلامي : ما الذي لا بدّ للعبد منه ؟ فقال : ملازمة العبودية على السنة، ودوام المراقبة. وقال أبو يزيد البسطامي : عملتُ في المجاهدة ثلاثين سنة، فما وجدتُ شيئًا أشدَّ من العلم ومتابعته. ولولا اختلاف العلماء لشقيت. واختلاف العلماء رحمة، إلّا في تجريد التوحيد. ومتابعة العلم هي متابعة السنّة لا غيرها. ورُوي عنه أنه قصد مع رفيقه زيارة رجل مشهورٍ بالزهد، واشتهر أنّه وليٌّ. فلمّا خرج الرجلُ من بيته، ودخل المسجد رمى ببصاقة اتجاه القبلة، فانصرف أبو يزيد، ولم يسلِّم عليه، وقال : هذا غير مأمون على أدب من آداب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يكون مأمونًا على ما يدّعيه ؟ يعني الحقيقة الإلهيّة.

علّق الإمام الشاطبي على موقف أبي يزيد من الرجل، فقال : وهذا أصل أَصَّلَه أبو يزيد رحمه الله للقوم. وهو أن الولاية لا تحصل لتارك السنّة. وإن كان ذلك جهلًا منه. فما ظنُّك به، إن كان عالمًا بالبدعة كفاحًا ؟ ثم تابع الإمام الشاطبي نُقوله عن شيوخ التصوف في إثبات السنّة ودحض البدعة. وهو ما يزال في النقل عن أبي يزيد البسطامي، فقال :

وقال أبو يزيد : هممتُ أن أسأل الله أن يكفيني مؤنة الأكل، ومؤنة النساء، ثم قلتُ : كيف يجوز لي أن أسأل الله هذا، ولم يسأله رسول الله ؟ فلم أسأله، ثم إن الله سبحانه كفاني مؤنة النساء ، حتى لا أبالي، استقبلتني امرأة أم حائط ؟

وقال أبو يزيد : لو نظرتم إلى رجل أُعطي من الكرامات، حتى يرتقي في الهواء، فلا تغترُّا به، حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي، وحفظ الحدود وآداب الشريعة.

وقال سهل التستري : كل فعل يفعله العبد بغير اقتداء، فهو عيش النفس -يعني هواها- وكل فعل يفعله العبد بالاقتداء، فهو عتابٌ على النفس -إذ لا تهواه- واتباع الهوى هو المذموم، ومقصود القوم تركه البَتَّة، وقال أصولنا سبعة أشياء : التمسك بكتاب الله، والاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكل الحلال، وكفُّ االأذى ، واجتناب الآثام، والتَّوبة، ومتابعة السنَّة، وترك أذى الخلق.. وسُئل : ما الفتُوَّة ؟ فقال : اتِّباع السنَّة.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق