آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لكل الحوادث بالطبيعة وحياة الانسان أسباب وعلل وعوامل مختلفة
    ( فيزيائية ، كيمياوية ، جيولوجية ، بيئية ، مرضية ....الخ )
    ولكنها لا تعمل إلا بأذن الله الخالق الحكيم ، فهو خالق الأسباب والمخلوقات ،
    ولهذا بالعادة النار تحرق الأشياء ،
    ولكن الله سلبها صفة الأحراق وجعلها برىا وسلاما على النبي ابراهيم ع .

    نعم لحوادث الطبيعة والزلازل اسباب علمية ، ولكنها تعمل بإرادة وأذن الله .
    وعذاب الله للبشر الفاسقين والظالمين يكون بنفس هذه العوامل والحوادث الطبيعية ،
    فالمطر قد يكون رحمة بمقىار مناسب ، ويكون نقمة وأنتقام بمقادير كبيرة مدمرة ،
    وكذلك بقية الأمور
    وهناك ايات كثيرة بالقرآن تشير لهذا الموضوع ، منها:
    [ أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ ؟؟ فَإِذا هِيَ تَمُورُ ] الملك_16
    طبعا نحن لسنا انبياء حتى نحكم بأن الزلزال الواقع حتما عذاب الهي ولا غير ،
    نحن نستطيع القول بأن الذنوب أحد العوامل المحتملة بالزلزلال .
    [ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، وَكانَ اللَّهُ عَزيزاً حَكيماً ] الفتح_7

    كما هناك بكل حادث طبيعي أبرياء يموتون فهولاء شهداء بنص حديث الرسول
    بكتب الصحيح ، وقد اشار الله بالقران لذلك ، فقال تعالى:
    [ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ الْعِقابِ ] الأنفال_25
    نحن نستطيع ان

    ردحذف

الكوارث وعلاقتها بالسلوك الإنساني .


قمنا صباح اليوم ٢٠٢٣/٢/٦م على كارثة (زلزال) ضربت مناطق في تركيا وسوريا ، وقد آلمنا كثيرا ما حدث ، ومن هنا بدأ بعض الوعاظ والقصاصين بربط ذلك بالسلوك الإنساني وأنه عقاب من الله تعالى ، والموضوع متداخل في أكثر من جانب لذا سنقـــــوم بتقسيم المقـــــال الى عدة عناوين :

الأول : الظواهر الكونية في القرآن والسنة :


إن الله تعالى خلق العالم بقدرته وفق نظام محكم بعيد كل البعد عن العبث ، فكل حركة في الكون تحمل في طياتها نظاما دقيقا ، عبر عنه القرآن الكريم والسنة النبوية في كثير من النصوص .

ففي القرآن الكريم يقول تعالى :( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )وقال تعالى (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ) وقال تعالى :( لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)

وأما السنة النبوية فقد أكدّت على هذا المعنى وان الكون يخضع لنظام دقيق على الإنسان أن يكتشفه ، وذلك عندما كسفت الشمس بعد موت سيدنا ابراهيم ابن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فظن بعضهم أن موت إبراهيم سبب في انكساف الشمس فقال عليه الصلاة والسلام :( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، يُخَوِّفُ الله بهما عباده، وإنهما لا يَنْخَسِفَان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم منها شيئا فَصَلُّوا، وَادْعُوا حتى ينكشف ما بكم) بهذا الكلام قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الخرافة ،وأعاد الامور الى نصابها الصحيح ، بأن الكون يخضع لنظام خلقه الله تعالى ، وعليكم ان تعرفوا نعمة الله عليكم وتطوروا من علومكم ومعرفتكم عن الكون لكي يمكنكم التعامل معه بطريقة علمية .

فكلما اجتهد الإنسان أكثر عرف أكثر .

ثانيا : هل الكوارث خاضعة لقوانين الطبيعة ؟


الصحيح أن جميع ظواهر الكون ، وكوارثه تحمل قوانين وتفسيرات علمية تخضع لهـا ، ( كالمد والجزر ، الفياضانات ، الزلازل ، البراكين ) كان الإنسان في الماضي يجهلها ويعيدها إلى تفسيرات خرافية ، وبعد أن أعمل عقله وما وهب الله تعالى من قدرات صار أقدر على تفسير هذه الظواهر ومنها الكوارث كالزلازل والفياضانات والأعاصير ، وأكثر معرفة ووعيا في التعامل معها .

ثالثا : التفسيرات الدينية :


 لا تزال بعض التوجهات الدينية من شتى الأديان تصر على ربط الكوارث الطبيعية بمعتقداتهم ، وهو تفسير وعظي لا يمت للصحة بشيء ، ومنهم من يبتعد أكثر فيستغل هذه الأحداث للتعبئة ضد الآخر ، أمطار غزيرة وفيضانات حدثت في الهند وكان سكانها من الهندوس ، وقد فسر بعض الهندوس ما حدث بأنه نتيجة لما يفعله المسلمون من أكل لحوم البقر أدى الى غضب ربهم وفعل بهم ما فعل !!!

وفي كل مرة تحدث فيه مثل هذه الكوارث يخرج لنا بعض الوعاظ لربط ما حدث بالسلوك الإنساني. لا بأس من التحذير من الذنوب والتذكير بنعم الله تعالى ، لكن لا بد من تقديم تفسيرات علمية لذلك . وكنا قد ذكرنا لكم موقف النبي عليه السلام من كسوف الشمس .

رابعا : العذاب العام مؤجل للآخرة .


 آيات ونصوص كثيرة تؤكد أن العذاب العام مؤجل ليوم القيامة ، وأن ما جرى للأمم السابقة من أخذهم بالعذاب كان يتوفر فيه أمرين : اولا : وجود نبي بينهم يخبرهم أن هذا الفعل هو محض عقاب من الله تعالى . ثانيا : إخبار الله تعالى لنبيه بأن ما يأتيهم عذاب . وقد انتهى هذا ببعثة سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى :(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) . وقد دلّت على تأخير العذاب العام الى يوم القيامـــة نصــــــــــوص كثيرة منها : قوله تعالى :( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) وقوله تعالى : (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) ويتبين للمنصف من هذه النصوص وغيرها ان الله تعالى أجل الأخذ بالعذاب العام ليوم القيامة وما جرى للأقوام السابقة كان استثناء له شروطه !

خامسا : مصائب نتيجة السلوك البشري !


 لا بد أن نعلم هناك عقاب يصيب الله تعالى به من تلبس بجريمة انسانية ، كمن يتلاعبون بالجينات الوراثية وما يحدث نتيجة ذلك من أضرار ، أو جرائم متعلقة بالمناخ ، أو جرائم نتيجة الفساد الأخلاقي كالأمراض الناتجة عن الشذوذ الجنسي وغير ذلك مما يباشره البشر نتيجة شهواتهم أو طمعهم !

وقد قال عليه الصلاة والسلام :(لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا )

إنّ البشر باتباع شهواتهم وطمعهم يخربون عالمهم بشكل عبثي ، فالإنسان يدمر نفسه بطمعه وجشعه كالذين يتعاطون المخدرات ويمارسون غيرها من الانحرافات لا بد ان يتحملوا نتيجة ما فعلوا .

وأما الكوارث الطبيعية التي تجري ضمن نظام وقانون فهي من جهة تذكر الانسان بنعم الله عليه ، ومن جهة أخرى توجه الإنسان لتطوير قدراته للتعامل مع هذه الكوارث .

وفي الختام :

إن الزلازل التي ضربت مناطق في تركيا وسوريا اليوم وأصابت الأطفال والشيوخ والنساء والناس جميعا المسلم وغير المسلم ، والأبيض والأسود ، ليست عقابا من الله تعالى ، ومن قبلها الكورونا أو تسونامي وإنما هي كوارث تجري ضمن نطاق القوانين الطبيعية ،على الانسان أن يتذكر نعم الله عليه ، وأن يطور من قدراته للتعامل معها .

ومن هنا لا بد من التعاون والإشادة بالعاملين بالمجال الإنساني ، لإنقاذ من يقعون تحت وطأت هذه الكوارث ، وعلى دول العالم جميعا أن تقف يدا بيد للتعاون في انقاذ العائلات التي تضرروا جراء هذه الزلازل ، وعلى الجميع ان يتكاتفوا لأجل المساعدة الإنسانية لجميع بني البشر .

بقلم د. ربيع العايدي .
رئيس قسم الفلسفة بجامعة باشن الأمريكية .

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق