آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جهدكم مشكور وأحسن الله إليكم،
    كنت أقرأ كتاب العارف بالله الشيخ عبد الكريم الجيلي وكنت في غاية الانتفاع بكلماته، لكن وجد صعوبة بالغة في الأستمرار بالقراءة عند الباب الأربعون وما بعده .. تظهر لي رسال تقول الصفحة غير موجودة
    علما انها موجودة في الفهرس ..
    ارجو عنايتكم في الموضوع .. وحبذا أن تتيحوا المجال ليكون الكتاب كله باخراج جميل من نوع DOC >>
    ولكم جزيل الشكر وبارك الله بكم جميعا

    ردحذف
    الردود
    1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
      شكرا لكم سيدي الكريم على مروركم الطيب.
      لأننا نعتمد على مخطوطة في توثيق الكتاب ونشره حيث لاحظنا أخطاء كثيرة في النسخ الموجودة فنشر باقي أجزاء الكتاب يأخذ منا وقتا كبيرا، وصلنا ل(الباب الأربعون) وشكرا لكَم

      حذف
  2. الراوابط بعد الباب الأربعون، غير صالحة .. وتعطي رسالة خطأ .. أن الصفحة غير موجودة ..
    يرجى العناية وإصلاح الخلل في الرابط

    ردحذف

الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل-41

الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل-41

الباب الأربعون في فاتحة الكتاب


اعلم أن فاتحة الكتاب هي السبع المثاني، وهي الصفات النفسية التي هي الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام. وقال صلى الله عليه وسلم:" إن الله قد قسم الفاتحة بين عبده وبینه" (حديث الترمذي).إشارة إلى أن الوجود منقسم بين الخلق والحق، فالإنسان الذي الخلق باعتبار ظاهره، هو الحق باعتبار باطنه. فالوجود منقسم بين باطن وظاهر. ألا ترى إلى الصفات النفسية إنما هي نفسها وعينها صفات محمد صلى الله عليه وسلم وكما يقال في الحق أنه حي، يقال في محمد أنه حي عالم ، إلى جميع الصفات، فهذه هي انقسام الفاتحة بين الحق تعالى وبين عبده.


فالفاتحة بما دلت عليه الإشارة إلى هذا الهيكل الإنساني الذي فتح الله به أقفال الوجود وانقسامها بين الله وعبده إشارة إلى أن الإنسان ولو كان خلقيا فإن الحق حقيقة، فكما أنه حاوي لأوصاف العبودية كذلك هو حاوي لأوصاف الربوبية.


لأن الله حقیقته وهو المراد بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ولا ثم غيره فهو المعتبر في المرتبتين وهو الموجود في المملكتين، فهو الحق وهو الخلق، ألا ترى إلى سورة الفاتحة كيف قسمها الله تعالى بين ثناء على الله وبين دعاء للعبد، فالعبد ينقسم بين كمالات إلهية حكمية غيبية وجوبية، وبين نقائص خلقية غيبية شهودية، فهو فاتحة الكتاب، وهو السبع المثاني.


وفي هذه السورة من الأسرار ما لا تسعه الأوراق، بل مما لا يسعنا إذاعته، ولا بد أن نتكلم على ظاهر السورة بطريق التعبير تبركا بكلام الله تعالى.


قال الله تعالى:" بسم الله الرحمن الرحيم".


فقد وضعنا للبسملة كتابا سميناه ب"الكهف الرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم" فمن أراد معرفة البسملة فليطالع فيه، وسنتكلم في هذا الكتاب على شيء منه بطريق الإشارة وهذا موضعه.
قالت علماء العربية: الباء في البسملة للاستعانة، معنى بسم الله أفعل كذا وكذا، وترك ذكر الفعل ليعم كل شيء، وتقدير الفعل بلسان الإشارة بسم الله نعرف الله لأنه لا يصل إلى معرفته إلا بعد تجلي هذا الاسم عليك، لأنه وضع مرآة الكمالات مشاهدا بها وجهك، فلا سبيل إلى مشاهدة وجهك إلا في المرأة فافهم .ما أشرنا إليه.
لأن مرآتك مركب بحر الحقيقة" باسم الله مجراها" لا باسم غيره.
فإذا ركب ملاح القلب سفينة الاسم في بحر التوحيد وهب ريح الرحمانية في جو: "«إني لأجد نَفَسَ الرحمن من جَانبِ اليَمَنْ»"الحديث". يعني النفس وصل بهداية رحمة الاسم الرحمن الرحيم إلى ساحل الذات، فتنزه في أسمائه والصفات، واستفتح فاتحة الوجود وتحقق العابد أنه عين المعبود، فقال:"الحمد لله" أثنى الله على نفسه بما يستحقه، وثناؤه على نفسه عين ظهوره وتجليه فيما هو له.
والألف واللام إن كانا للشمول الذي اعتبر بمعنى كل المحامد لله، فهو المراد بجميع الصفات المحمودة بالحقية والخلقية، فثناؤه على نفسه بظهوره في المراتب الإلهية والمراتب الخلقية، كما هو عليه الوجود، ومذهب أهل السنة في لام الحمد أنه للشمول، وقد سبق بيانه.
وقالت المعتزلة وبعض علماء السنة: إن اللام في الحمد للعهد، ومعناه أن الحمد اللائق بالله لله، فبهذا الاعتبار تكون الإشارة في الحمد ثناؤه على نفسه بما تستحقه المكانة الإلهية، فمقام الحمد أعلى المقامات ولهذا كان لواء محمد صلى الله عليه وسلم لواء الحمد ، لأنه أثنى على ذاته سبحانه وتعالى ما تستحقه المكانة الإلهية، وظهر في المراتب الحقية والمراتب الخلقية كما هو عليه الوجود، واختص إسم الله بالحمد، لأن الألوهية هي الشاملة لجميع معاني الوجود ومراتبه، فالاسم "الله" هو المعطي لكل ذي حق من حقائق الوجود حقه، وليس هذا المعنى لغير هذا الاسم. وقد سبق بيانه في باب الألوهية فاختص هذا الاسم بالحمد، ثم نعت الاسم "الله" الذي قلنا إنه حقيقة الإنسان بأنه "رب العالمين" أي صاحب العوالم ومنشئها والكائن فيها ومظهرها، فما في العوالم الإلهية ولا في العوالم العبدية أحد غيره، فهو الظاهر وهو الباطن، وهو المراد بالرحمن والرحيم. وقد سبق تفسير الاسم "الرب" والاسم "الرحمن" في أول الكتاب فليطالع هناك.
واعلم أن الرحيم أخص من اسمه الرحمن، والرحمن أعم منه، فالرحمة التي وسعت كل شيء هي فيض اسمه الرحمن، والرحمة المكتوبة للذين يتقون ويؤتون الزكاة هي من فيض اسمه الرحيم، والأصل في ذلك أن رحمة الرحمن قد يشوبها نقمة كتأديب الولد مثلا بالضرب رحمة به، وكشرب الدواء الكريه الطعم فإنه ولو كان رحمة فقد مازجته نقمة.
والرحمن يعم كل رحمة كانت وكيف كانت سواء مازجتها نقمة أم لم تمازجها، بخلاف اسمه الرحيم فإنه يختص بكل رحمة محضة لا يشوبها نقمة، ولهذا كان ظهور الرحيم في الآخرة أشد لأن نعيم الجنة لا يمازجه كدر النقمة، فهو من محض اسمه الرحيم.
ألا ترى إليه صلى الله عليه وسلم لما كره أن تكون أمته بالنار في قوله:" شفاء أمتي في ثلاث في آية من كتاب الله، أو لعقة من عسل، أو كية من نار، ولا أحب أن تكتوي أمتي بالنار"، كيف سماه الحق بالرحيم فقال :"عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ". لأن رحمته ما مازجها كدر نقمته وكان رحمة للعالمين.فوصف الحقيقة المحمدية التي هي عين ذات كل فرد من أفراد الإنسان المنعوت أولا
فقال: «مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ» الحاكم الشديد القوة، واليوم هنا هو التجلي الإلهي أحد أيام الله، والدين من الإدانة.
فيوم الدين عبارة عن تجلي رباني يدين له الموجودات فيتصرف فيها كيف يشاء فهو ملكها، وورد " مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" يعني صاحب العالم الباطني المعبر عن ذلك العالم بالقيامة والساعة، وذلك يعني صورة المحسوسات ومحل روحانية الموجودات فافهم.
ثم خاطب نفسه بنفسه فقال: "إياك نعبد" أي لا غيرك.
قال الشاعر يخاطب نفسه:
طَحا بِكَ قَلبٌ في الحِسانِ طَروبُ.
وهذا المعنى يسمى بالالتفات لأنه انتقل من مكان التكلم، إذ محله أن يقول: طحا بك قلب، إلى محل الخطاب، فقال طحا بك، أقام نفسه مقام الخطاب.فقال تعالى: "إيَّاكَ نَعْبُدُ" يخاطب نفسه. يعني هو العابد نفسه بمظاهر المخلوقات.
إذ هو الفاعل بهم ومحركهم ومسكنهم، فعبادتهم له عبادته لنفسه، ولأن إيجاده إياهم إنما هو لإعطاء أسمائه وأوصافه حقها، فما عبد إلا نفسه بهم.
ثم قال يخاطب حقه بلسان الخلق : "وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ". لأنه المراد بالخلق والحق، فيخاطب نفسه إن شاء بكلام الحق ويسمعه بسمع الخلق. فلما أعلم أنه العابد نفسه بهم نبهنا على شهود ذلك فينا فقال: "وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ" لنبرأ من الحول والقوة والقدرة، بصرف جميع ذلك إليه سبحانه وتعالى، ولنلحظ ذلك منا وفينا، ولا نغفل عنه فنرتقي من ذلك إلى معرفة واحديته، فنحظى بتجلياته ويسعد بها من سبقت له السعادة.
و لهاتين الكلمتين من المعاني ما تضيق هذه الألفاظ عن شرحها، فلنكتف بما تكلمنا عليه وقصدنا الاختصار لا التطويل.
ثم قال بلسان الخلق "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" لأن النصف الأول من "بسم الله الرحمن الرحيم إلى ملك يوم الدين" كله إخبار بلسان الحق عن نفسه والنصف الثاني مخاطبة بلسان الخلق للحق.
فالصراط المستقيم هو طريق المشهد الأحدي الذي يتجلى الله به لنفسه، وإليه الإشارة بقوله: "صِرَٰطِ ٱللَّهِ".(الشورى:92) يعني طريقه إلى ظهور تجليه.
ثم نعت أهل هذا المقام يعني أهل المشهد الأحدي بعد جمعهم في صراط الله بلسان التفرقة فقال: "صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ" يعني بوجودك وشهودك، فتجليت عليهم بنعيم القرب الإلهي "غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ" وهم أهل البعد الذين تجلى عليهم بإسم المنتقم، "وَلَا الضَّالِّينَ" وهم الذين ضلوا في هدي الحق فما وجدوه ولكنهم ليسوا بمغضوب عليهم، بل رضي الحق عنهم فأسكنهم بجواره لا عنده وهم الذين يسألهم الله تعالى فيقول لهم: "يا عبادي تمنوا علي" فيقولون : "يا رب نتمنى رضاك" فيقول لهم: "رضاي عنكم أسكنكم بجواري فتمنوا"، فلا يتمنون إلا رضاه، فإنهم لا يعرفونه، فلو عرفوه لتمنوه، فهم منعمون بنعيم الأكوان في روضات الجنان، الذي لا يتجلى الله عليهم بما هو له فهم ضالون عن الرحمن، بل منعمون بلذات الجنان. فافهم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.


البداية  الفهرس  السابق  التالي

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق