آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

  1. احسنت يادكتور .وبارك الله اعمالك ونفع بك المسلمين والعالم اجمع

    ردحذف
  2. هل العلماء اليوم مثل الخلفاء الراشدين يعملون بدعه حسنه

    ردحذف
  3. هذا تُراهات!
    نعوذ بالله من علم لا ينفع بل يضر!
    الجهل بالكلام هو العلم...
    قال الإمام الشافعي-رحمه الله-: "قولي في أهل الكلام أن يُضربوا بالجريد والنعال ثم يطاف بهم... ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام! " أو كمال قال رحمه الله.

    ردحذف

الاحتفال بالمولد النّبوي الشريف بدعة ، وليس إحداثا في الدّين !


خلط كبير وخطير جرى عبر التاريخ الإسلامي بين مصطلحين شرعيين:

الأول: البدعة.

الثاني: الإحداث في الدّين.


وقد ظن قسم لا بأس به من الباحثين أنه لا فرق بين البدعة والإحداث في الدين، فالتحذير من أحدهما هو تحذير من الآخر، وانبنى على ذلك الهجوم على كل من يحاول أن يفكر مجرد تفكير في إبداع ما هو جديد! لتنهال عليه الاتهامات بأنك كيف تجرؤ على أن تفعل فعلا لم يفعله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله؟


حتى شمل مصطلح البدعة والابتداع كل مجتهد أو مخالف، دون التفكير ولو للحظة بأن الشارع الحكيم حذر من الإحداث في الدين وليس الابتداع!

ناهيك طبعا عن الانتهاك لحقوق من يلصق له تهمة الابتداع في الدين، لا حرمة لدمه ولا لعرضه، ولا لماله، ولا لسمعته حتى!

والمسكين لم يرد إلا خيرا للأمة التي بلغ منها الكسل والخمول والتراجع على جميع المستويات مبلغا مخجلا أمام الأصدقاء قبل الأعداء.

يفتحون النار والويل لمجرد أن تلصق تهمة الابتداع على فرقة أو مدرسة علمية، فيحرمون من خلال هذا المصطلح الناس من خيرهم ولو في جانب معين ، وحدّث ولا حرج كم من كتب ألفت في التحذير من البدع في الدين ، وعند النظر العلمي وجدنا أن بعض هذه الكتب والرسائل لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به !!!

وعند النظر في الروايات نجد أن الشارع الحكيم حذر من " الإحداث في الدّين " وليس من الابتداع في الدين، صدق أو لا تصدق!

لأن الإحداث في الدين هو أمر خطير للغاية فإن فاعله سواء كان فردا أو جماعة ملعون على لسان النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.

فالتحذير في الروايات (من أحدث) أو (من عمل عملا) أو (إياكم ومحدثات الأمور) (كل محدثة) أو (بما أحدثوا بعدك) أو (آوى محدثا) فالنصوص تحذرنا من الإحداث في الدين وهو الذي يعني: الخروج والمناقضة لأصول الإسلام، والذي يلزم عنه فتنة في صفوف الأمة.

فإن سيدنا ومولانا علي رضي الله عنه حارب الخوارج لا لأنهم ابتدعوا في الدين مسائل علمية كان لهم فيها دليل ومرجع، وإنما حاربهم لأن فعلهم إحداث وفتنة نخرت في وحدة الأمة، فانحرفوا عن هدي الإسلام.

فلا نعلم حربا تُفتح على مبتدع إلا ما جاءت به بعض التوجهات الدينية المتطرفة بفتاوى عن أسلافهم بمحاربة المبتدعة، فأدخلوا المسلمين في دائرة مغلقة من القتل والدماء لا تنتهي، أما باب الابتداع والاجتهاد في الإسلام فهو مطلوب.

وكل عالم من علماء المسلمين قد يجتهد في مسألة يخالف بها غيره، فمن السهل على كل واحد أن ينحر الآخر بحجة أنه مبتدع!

فالمحظور ليس الابتداع في الدين، لأنه مطلوب شرعا كما سنبين ذلك، وإنما التحذير من الإحداث في الدين!

والمتتبع للتاريخ يجد أن مصطلح " الإحداث في الدين " خطير لا يمكن أن يوصف به أحد جُزافا، بل يحتاج إلى مجلس علمي متكامل وقضاء نزيه لنقول: إن الفرقة الفلانية أو الشخص الفلاني قد أحدث حدثا في الدين والعياذ بالله!

ونعود إلى موضوع ومفهوم البدعة مرة أخرى وقد قُتل الموضوع بحثا، حتى إنه يصعب عليك في كثير من الأحيان الزيادة على المكتوب، ولكن سأقف مع القارئ الكريم عند بعض التنبيهات في مفهوم البدعة.

التنبيه الأول

حديث النبي صلى الله عليه وآله حيث قال: (إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة.) أخرجه أبو داود.

التحذير من "الإحداث والمحدثات" وهي المناقضة للإسلام، بدليل أن النبي عليه السلام سبق هذا التحذير من المحدثات بقوله: (فإنَّه من يعِشْ منكم من بعدي فسيرَى اختلافًا كثيرًا…) ثم يتبعه التحذير من المحدثات لنفهم ان المحدثات هي امور خارجة عن أمره وطريقته عليه الصلاة والسلام وآله.

ففي هذا الحديث كان التحذير من الإحداث في الدين، وأتبعه بالبدعة من حيث المعنى اللغوي وليس الاصطلاح الشرعي، لذا فهم العلماء الحديث :( كل بدعة ضلالة ) من العام المخصوص .

وكذا ما جاء على لسان عبد الله بن مسعود مرفوعا مبينا أن الإحداث هو الضلالة بعينها.

(وفي لفظٍ: «غَيْرَ أنَّكم ستُحْدِثون ويُحْدَثُ لكم، فكُلُّ مُحْدَثةٍ ضَلالةٌ، وكُلُّ ضَلالةٍ في النَّارِ»

وما يؤكد بأن المحظور "الإحداث في الدين" وليس البدعة اذ البدعة اصطلاحا لا تخالف أصول الإسلام فهي حسنة دوما، وإن خالفت سميت إحداثا وضلالا والعياذ بالله! وأيضا ما رواه البخاري في حديث طرد أناس من أمته عن الحوض بقولهم :( إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى)

إن الشاهد مرة أخرى (بما أحدثوا بعدك) أوجب طردهم لأن الإحداث عمل مناقض، وطريقة غير مرضية ولا مهدية.

التنبيه الثاني:

دعوة النبي عليه الصلاة والسلام وآله إلى تكثير وسن طرق الخير في الإسلام، وهو ما يسمى مرة بالبدعة وأخرى بالسنة، وثالثة بالخير، ورابعة بالتنافس.

سيدنا عمر يقول: نعم البدعة هذه!

ورسول الله عليه الصلاة والسلام يقول في الحديث :( مَن سَنَّ سُنَّةً حَسنةً فعمِلَ بِها، كانَ لَهُ أجرُها وَمِثْلُ أجرِ مَن عملَ بِها، لا يَنقُصُ مِن أجورِهِم شيئًا ومن سنَّ سنَّةً سيِّئةً فعملَ بِها، كانَ عليهِ وزرُها وَوِزْرُ مَن عملَ بِها من بعده لا ينقصُ من أوزارِهِم شيئًا) رواه مسلم.

فهو يدعو المسلمين إلى عمل السنن الحسنة، وينهاهم عن سن السنن السيئة.

ولا ينفع تقدير (أحيا) في الحديث إذ لا ينسجم المعنى البتة! لأن (سن) لا تساوي أحيا، ثم هل من السنن النبوية ما هو حسن ومنها ما هو قبيح !؟ وأيضا في السنة السيئة يكون المذموم من أحياها فقط، دون من سنها، وهو تفسير باطل!

ثم لنقرأ قول النبي عليه الصلاة والسلام وآله: (فعَلَيْكُمْ بسنَّتِي وسنَّةِ الخلَفَاءِ الراشدينَ المهديينَ عضُّوا عليها بالنواجِذِ) أخرجه ابو داود والترمذي وغيرهما، والحديث متكلم في إسناده!

ولكن ما يهمنا هنا هو الاحتجاج به على من قال بصحة سنده، ووجه الشاهد (وسنة الخلفاء) وهنا احتمالات:

الأول: أن سنة الخلفاء هي نفس سنة النبي عليه السلام ، وإذا كان كذلك فلم يشير بقوله :( وسنة الخلفاء) .

الثاني: أن تكون سنة الخلفاء مخالفة لسنة النبي عليه السلام، وهو باطل! إذ لا معنى للإشارة إلى التمسك بسنتهم.

الثالث: إن الخلفاء سيجتهدون بابتداع سنن لكنها تجلب على الأمة الخير والفلاح فاتبعوهم، لأنهم أهل للاجتهاد .

وهو الاحتمال الصائب، وقد وقعت بدع واجتهادات من الخلفاء الراشدين في خلافتهم، لم يسبق أن فعلها رسول الله لكنها خير للمسلمين ولم تناقض أصول الشريعة.

التنبيه الثالث:

إن البدعة محمودة مطلوبة وعلى المسلم أن يجتهد في ابتداع أمور وسنن تعود عليه وعلى الأمة والناس بالخير في الدنيا والآخرة، وإن المحظور في الإسلام هو "الإحداث" فيه ما ليس منه.

وعليه فإن رسول الله كان يحذر من الإحداث في الدين، والذين طردوا عن الحوض هم من أحدثوا! لأن الإحداث يكون خارج هدي الإسلام ومناقض للإسلام ومحاربة للدين!

ويظهر هذا المعنى في الحديث المتفق عليه، قوله عليه الصلاة والسلام وآله :( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)

وقال أيضا :( إياكم ومحدثات الأمور …)!

التحذير من "المحدثات "والتي يمكن أن يطلق عليها لغة بأنها بدعة، وأما البدعة الاصطلاحية والتي تسمى أحيانا بالخير أو السنة أمر مطلوب مرغوب به شرعا، لأنه لا يناقض أصول الإسلام أبدًا، بل هو يندرج تحت مظلة الإسلام.

وإن الاحتفال بمولده الشريف وإظهار فضله وسيرته للعالمين في هذا اليوم يصدق فيها قول سيدنا عمر رضي الله عنه: " نعم البدعة"" الاحتفال بمولده "، وأقرب السنن التي يكون للمسلم عليها الأجر والثواب.

فالاحتفال بمولده الشريف حثت عليه نصوص قرآنية وروايات حديثية.

وحري بالمسلمين اليوم أن يجعلوا من يوم مولده احتفالا عالميا وليس إسلاميا فقط.

ينهلون من معين شريعته وما تميزت به من إعلاء قيمة الإنسان، وبيان محورية حقوق الإنسان، وأما أخلاقه العظيمة فحدث ولا حرج عن حاجة العالم لها في ظل ما تشهده من دعوة شنيعة للفوضى الجنسية، كل هذا يجعل مسؤولية المسلمين تزداد في إبداع كل ما هو جديد ومفيد في حضور نبي الإسلام في كل المحافل.

بقلم : د . ربيع العايدي / الاردن
متخصص في الفلسفة وعلم الكلام
محاضر في جامعة الزرقاء الخاصة

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق