آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

أعلام التصوف :السري بن المغلس السقطي

يكنى ابا الحسن خال ابي القاسم الجنيد واستاذه، من أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري. 

وعن البداية في طريق التصوف: يروي الامام القشيري بسنده عن ابي العباس بن مسروق يقول : ( بلغني ان السري السقطي كان يتجر في السوق – وهو من اصحاب معروف الكرخي – فجاءه معروف يوما ومعه صبي يتيم فقال :اكس هذا اليتيم . قال سري : فكسوته . ففرح به معروف وقال : ( بغض الله اليك الدنيا واراحك مما انت فيه) , فقمت من الحانوت وليس شيء ابغض الي من الدنيا وكل ما انا فيه من بركات معروف .

أقواله
  • يحكي عَنِ السري , أَنَّهُ قَالَ : التصوف اسم لثلاث معان , وَهُوَ الَّذِي لا يطفئ نور معرفته نور ورعه ، ولا يتكلم بباطن فِي علم ينقضه عَلَيْهِ ظاهر الكتاب أَوِ السنة ، ولا تحمله الكرامات عَلَى هتك أستار محارم اللَّه.
  • يقول الجنيد رحمه اللَّه: سألني السري يوما عَنِ المحبة فَقُلْتُ : قَالَ قوم : هِيَ الموافقة وَقَالَ قوم : الإيثار،وَقَالَ قوم : كَذَا وكذا ، فأخذ السري جلدة ذراعه ومدها فلم تمتد ، ثُمَّ قَالَ : وعزته تَعَالَى لو قُلْت : إِن هذه الجلدة يبست عَلَى هَذَا العظم من محبته لصدقت ، ثُمَّ غشي عَلَيْهِ فدار وجهه كَأَنَّهُ قمر مشرق وَكَانَ السري بِهِ أدمة.
  • ويحكى عَنِ السري أَنَّهُ قَالَ : منذ ثلاثين سنة أنا فِي الاستغفار من قولي الحمد لِلَّهِ مرة قيل : وكيف ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : وقع ببغداد حريق فاستقبلني رجل فَقَالَ لي : نجا حانوتك ، فَقُلْتُ : الحمد لِلَّهِ فمنذ ثلاثين سنة أنا نادم عَلَى مَا قُلْت : حيث أردت لنفسي خيرا مِمَّا حصل للمسلمين.
  • - قال السري السقطي رحمه الله: « أقوى القوة غلبتك نفسك ومن عجز عن أدب نفسه كان عن أدب غيره أعجز ومن اطاع من فوقه اطاعه من دونه ومن خاف الله خافه كل شيء.
  • - يقول: اجلد الناس من ملك غضبه ومن تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله ولن يكمل رجل حتى يؤثر دينه على شهوته ولن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه.
  • - يقول: قلوب المؤمنين معلقة بالسوابق وقلوب الابرار معلقة بالخواتيم هؤلاء يقولون بماذا يختم لنا واولئك يقولون ماذا سبق من الله لنا؟.
  • - يقول: من النذالة ان ياكل الانسان بدينه.
  • - يقول : إن الله عز وجل سلب الدنيا عن أوليائه وحماها عن أصفيائه ، وأخرجها من قلوب أهل وداده ؛ لأنه لم يرضها لهم . 
  • - قال:: " لو أشفقت هذه النفوس على أبدانها شفقتها على أولادها للاقت السرور في معادها " . 
  • - يقول : " معنى الصبر أن تكون مثل الأرض تحمل الجبال وبني آدم ، وكل ما عليها ، لا تأبى ذلك ، ولا تسميه بلاء ، بل تسميه نعمة وموهبة من سيده ، لا يراد فيها أداء حكم بها عليه " .
  • - يقول : " لا تركن إلى الدنيا فينقطع من الله حبلك ، ولا تمش في الأرض مرحا فإنها عن قليل قبرك " . - يقول :تصفية العمل من الآفات أشد من العمل . 
  • - يقول :ومن علامة الاستدراج العمى عن عيوب النفس ، ومن قلة الصدق كثرة الخطأ .
  • - قال : خمسة أشياء لا يسكن في القلب معها غيرها : الخوف من الله وحده ، والرجاءمن الله وحده ، والحب لله وحده ، والحياء من الله وحده ، والأنس بالله وحده.
  • - يقول: انقطع من انقطع عن الله بخصلتني واتصل من اتصل بالله باربع خصال فاما من انقطع عن الله فانه يتخطى الى نافلة بتضييع فرض والثاني عمل بظاهر الجوارح لم يواطىء عليه صدق القلوب واما الذي اتصل به المتصلون فبلزوم الباب والتشمير في الخدمة والصبر على المكاره وصيانات الكرامات.
  • - وعن الجنيد قال دخلت على سري السقطي فسلمت وجلست فقال لي اقرب مني فقربت منه فاخذ بيدي وقال لي اعلم يا بني ان الشوق والانس يرفرفان على القلب فان وجدا هنالك الهيبة والاجلال حلا والا رحلا.
  • - وعن الجنيد قال أخبرنا سري السقطي قال صليت ليلة ثم جلست ساعة ومددت رجلي فنوديت في سري "يا سري من جالس الملوك ينبغي ان يحسن الادب".
  • - وعن القاسم بن عبد الله البزار قال سمعت سري بن المغلس يقول لو ان رجلا دخل الى بستان فيه من جميع ما خلق الله تعالى من الاشجار عليها من جميع ما خلق الله تعالى من الاطيار فخاطبه كل طائر منها بلغته وقال السلام عليك يا ولي الله فسكنت نفسه الى ذلك كان في يدها اسيرا.
  • - وعن الجنيد بن محمد قال سمعت سريا يقول لولا الجمعة والجماعة لسددت على نفسي الباب ولم اخرج.
  • - قال الجنيد: كنت نائماً عند سري رحمه الله فانبهني فقال لي يا جنيد رأيت كأني قد وقفت بين يدي الله تعالى فقال لي: يا سري خلقت الخلق فكلهم ادعى محبتي وخلقت الدنيا فهرب مني تسعة اعشارهم وبقي معي العشر وخلقت الجنة فهرب مني تسعة اعشار العشر وبقي معي عشر العشر فسلطت عليهم ذرة من البلاء فهرب مني تسعة اعشار عشر العشر فقلت للباقين معي لا الدنيا اردتم ولا الجنة اخذتم ولا من النار هربتم فماذا تريدون قالوا انك تعلم ما نريد فقلت لهم فاني مسلط عليكم من البلاء بعدد انفاسكم.ما لا تقوم له الجبال الرواسي اتصبرون قالوا: اذا كنت انت المبتلي لنا فافعل ما شئت فهؤلاء عبادي حقا.
  • - عنه قال: كنت يوما عند السري بن مغلس وكنا خاليين وهو متزر بمئزر فنظرت الى جسده كانه جسد سقيم دنف مضني كاجهد ما يكون فقال انظر الى جسدي هذا لو شئت أن أقول ان ما بي من المحبة لله تعالى لكان كما اقول وكان وجهه اصفر ثم اشرب حمرة حتى تورد ثم اعتل فدخلت عليه اعوده فقلت له كيف تجدك فقال:
كيف اشكو الى طبيبي ما بي؟ ... والذي بي اصابني من طبيبي
فاخذت المروحة اروحه فقال لي كيف يجد روح المروحة من جوفه يحترق من داخل ثم أنشأ يقول:
القلب محترق والدمع مستبق ... والكرب مجتمع والصبر مفترق
كيف القرار على من لا قرار له ... مما جناه الهوى والشوق والقلق؟
يا رب ان كان شيء فيه لي فرج ... فامنن علي به بي ما دام بي رمق
  • - وعنه قال: دخلت على سري السقطي وهو في النزع فجلست عند راسه فوضعت خدي على خذه فدمعت عيناي فوقع دمعي على خده ففتح عينيه فقال لي من انت قلت انا خادمك الجنيد فقال مرحبا فقلت له ايها الشيخ اوصني بوصية انتفع بها بعدك قال أياك ومصاحبة الاشرار وان تنقطع عن الله بصحبة الاخيار.
  • قال سري السقطي : " خمس من كن فيه فهو شجاع بطل : استقامة على أمر الله ليس فيها روغان ، واجتهاد ليس معه سهو ، وتيقظ ليس معه غفلة ، ومراقبة الله في السر والجهر ليس معه رياء ، ومراقبة الموت بالتأهب " . 
  • - قال السري السقطي : " للمريد عشر مقامات : التحبب إلى الله بالنافلة ، والتزين عنده بنصيحة الأمة ، والأنس بكلام الله ، والصبر على أحكامه ، والأثرة لأمره ، والحياء من نظره ، وبذل المجهود في محبوبه ، والرضا بالقلة ، والقناعة بالخمول " . 
  • - يقول الْجُنَيْدَ: كنت أعود السري في كل ثلاثة أيام عيادة السنة ، فدخلت عليه وهو يجود بنفسه ، فجلست عند رأسه ، فبكيت وسقط من دموعي على خده ، ففتح عينيه ونظر إلي ، فقلت له : أوصني ، فقال : لا تصحب الأشرار ، ولا تشتغل عن الله بمجالسة الأخيار . 
توفي سري بن المغلس يوم الثلاثاء لست خلون من رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق