آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الطريقة القادرية البودشيشية






الطريقة القادرية البودشيشية؟ 

من المعلوم أن الطريقة البودشيشية طريقة قادرية ، وبالتالي فباعتبارها فرعا يتفرع عن السند الصوفي النبوي، فإن تسميتها الأولى التي تميزت بها ترجع إلى الشيخ مولاي عبد القادر الجيلالي (المولود سنة 470 هجرية ) ، أي أن هذه التسمية الأولى يرجع تاريخها إلى القرن الخامس الهجري .أما التسمية الثانية والتي هي البودشيشية، فظهرت بعد أن انتقلت فروع القادرية إلى المملكة المغربية . وقد ظهرت التسمية بالضبط في حياة الشيخ سيدي علي بن محمد، أحد أجداد الشيخ سيدي جمال الدين القادري بودشيش (الشيخ الحالي للطريقة)، وقد لقب هذا الجد بهذا اللقب لأنه كان يطعم الناس طعام الدشيشة أيام المجاعة بزاويته ، فاشتهر بذلك ،وعرفت الطريقة منذ ذلك الوقت بالطريقة القادرية البودشيشية .

من هم أهم شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية؟ 

من بين شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية بالمغرب الذين احتفظ لنا التاريخ بذكرهم : الشيخ سيدي علي بن محمد القادري بودشيش ، والشيخ سيدي المختار بن سيدي محي الدين القادري بودشيش(توفي سنة 1914) ، والشيخ سيدي أبي مدين بن المنور القادري بودشيش(توفي سنة 1957)وهو ابن عم سيدي المختار. وقد حصل على سر التربية و الإذن فيها بعد مجاهدة شاقة ،وبفضله خرجت الطريقة من مرحلتها التبركية إلى المرحلة التربوية. والشيخ سيدي العباس بن سيدي المختار بودشيش(توفي سنة 1972)وهو ابن سيدي المختار تلقى تربيته الروحية عن سيدي أبي مدين الذي عينه وارثا له من بعده في الإشراف على الطريقة . والشيخ سيدي حمزة بن سيدي العباس القادري بودشيش (توفي سنة 2017) والشيخ سيدي جمال الدين القادري بودشيش (الشيخ الحالي للطريقة).

ما هي أهم الأدوار التي قاموا بها؟

من المعلوم أن الشيخ الصوفي يسعى إلى تحقيق دور أساسي هو دور الدلالة على الله ، والدعوة إليه بالتي هي أحسن، وتربية النفوس، وهو ما قام به شيوخ التصوف عبر القرون، وخصوصا شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية. ولكن الظروف التاريخية التي عايشها بعض شيوخها ممن ذكرنا جعلتهم يقومون بأدوار متميزة ،حفظتها لهم الكتب والوثائق التاريخية ، فقد اشتهر الشيخ سيدي علي بن محمد بودشيش بدور الإطعام في أيام المجاعات ،وخصوصا طعام الدشيشية الذي كان الغالب على قوت أهل البلد. أما الشيخ سيدي المختار بن محي الدين فقد عايش فترة دخول الاستعمار الفرنسي إلى المغرب ، لذلك فقد قاد جيوش مقاومة الاستعمار بالمغرب الشرقي ، وشكل خصما عنيدا اعترفت الكتابات الفرنسية بقوته وصلابته ، وبالخسائر التي كبدها للجيوش الفرنسية بقيادة الجنرال الليوطي ، وقد خربت الجيوش الفرنسية زاويته ،وأحرقت ممتلكاته ، ولم يلق عليه القبض الجنرال الليوطي سنة 1907 إلا بعد جهد جهيد ومعارك ضارية . أما الشيخ سيدي أبو مدين بن سيدي المنور القادري البودشيشي فيرجع له الفضل في تلقيح شجرة الطريقة ،وذلك بسعيه إلى شيوخ تعددت مشاربهم وتنوعت طرقهم ، فأخذت الطريقة على يده أبعادا معرفية ووجدانية متميزة ، مع ما كان يتميز به من تمسك شديد بالشريعة المحمدية .وقد عرف رحمه الله بمعاداته للمستعمر، وأثرت عنه مواقف متميزة في ذلك .أما الشيخ سيدي العباس بن سيدي المختار القادري البودشيشي فقد كان له فضل إعطاء الطريقة بعدا الانفتاح على عصرها ،فبعد أن كانت الطريقة تضم علماء تخرجوا من المدارس العلمية التقليدية ،أصبحت تعرف دخول مثقفين إليها، وتساهم في التربية الروحية للشباب .أما الشيخ سيدي حمزة القادري البودشيشي فقد تميز بأدوار مهمة جعلت الطريقة تأخذ بعدا عالميا.

متى ابتدأت مهمة التربية الروحية في الطريقة القادرية البودشيشية ؟ 

لما كان سند الطريقة القادرية البودشيشية سندا متصلا بالدوحة النبوية الشريفة، فقد عرفت الطريقة التربية الروحية منذ نشأتها ، إلا أنها، كما هو معلوم في تاريخ التصوف ، كانت تحتاج أحيانا إلى ما يسمى بالتجديد الروحي وهو ما وقع في مراحل متعددة من تاريخها ، إلا أن أبرز هذه المراحل هي التي قام بها الشيخ سيدي أبو مدين بن سيدي المنور من خلال قيامه بالبحث عن شيوخ التربية عبر التراب المغربي والأخذ عنهم .
إن أهم تجديدعرفته الطريقة القادرية البودشيشية ، هو التجديد الذي برز على يد الشيخ سيدي حمزة القادري البودشيشي . فقد أصبح للطريقة ،بالإضافة إلى البعد الوطني الذي شمل الطاقات الشابة والفئات المثقفة ، بعد عالمي واسع،إذ أصبحت الطريقة القادرية البودشيشية تساهم في هداية القلوب إلى الإسلام، ليتشبع المهتدون بهديها بعد ذلك بروح الإسلام ، الذي هو التصوف ، وذلك اعتمادا على منهج التربية الروحية . وهكذا وتحت رعاية الشيخ سيدي حمزة القادري البودشيشي أصبحت الطريقة منشرة عبر بقاع العالم ،وأصبحت لها زوايا بأوربا وأمريكا وآسيا وأستراليا، بالإضافة إلى إفريقيا.

ما هو المسار العلمي والروحي للشيخ سيدي حمزة القادري البودشيشي ؟ 

نشأ الشيخ سيدي حمزة القادري البودشيشي بمقر الزاوية بمداغ(بالمغرب الشرقي) . حفظ القرآن الكريم منذ صغره . ثم التحق بالمعهد الإسلامي الوجدي التابع لجامعة القرويين حيث حصل على إجازات شيوخه في سائر العلوم الشرعية ، تفسير وحديث وفقه ونحو وغيرها .ثم اضطلع العالم اليافع ،الذي لم يبلغ سنه إلا ثمانية عشر سنة ببث تلك العلوم الشرعية في حلقاته بالزاوية القادرية البودشيشية ، وخصوصا علوم الفقه والنحو والسيرة النبوية .
ثم سمت همته إلى المعرفة الإلهية وتخليص باطنه من العلل فالتقى بشيخه في التربية الروحية سيدي أبي مدين بن سيدي المنور القادري البودشيشي الذي صحبه من سنة من 1942 إلى سنة1955م،و تميزت صحبته لشيخه بالمحبة القوية في الله ،وكانت حياة كلها اجتهاد في العبادة والذكر الكثير وختمات سلك القرآن وسلك دلائل الخيرات .و لم يغادر الشيخ سيدي أبو مدين القادري البودشيشي الحياة حتى بلغ سيدي حمزة القادري البودشيشي شأوا عظيما في باب التصوف ، شهد له شيخه بذلك ،كما شهد لأبيه سيدي العباس ، وبشرهما بأنهما بلغا مرتبة الإذن في التربية الروحية .واقتضى الأدب الشرعي والروحي أن يكتفي الشيخ سيدي حمزة القادري البودشيشي في حياة والده بمد يد المساعدة له في نشر الطريقة ،والقيام بأمور الزاوية . ولم يفتأ الشيخ سيدي العباس يؤكد على الفقراء الطالبين لوجه الله بأن يواصلوا السير إلى الله على يد الشيخ سيدي حمزة .ولم يكتف بهذه الوصايا الشفوية، وحتى يبرئ ذمته أمام الله تعالى، كتب وصية في هذا الشأن وثقت رسميا ،وأوصى بقراءتها على رؤوس الأشهاد قبل أن يوارى جثمانه في التراب.

توفي الشيخ سيدي حمزة شيخ الطريقة القادرية البودشيشية الامام الفاضل العارف بالله قدوة السالكين الغوث، الشريف القادري الحسني ابن سيدي الحاج العباس بن سيدي المختار فجر اليوم الأربعاء19 ربيع الآخر 1438 (18 يناير 2017) بوجدة عن عمر يناهز 95 سنة..

الشيخ الحالي للطريقة القادرية البودشيشية 

هو الشيخ العارف بالله سيدي جمال الدّين بن حمزة رضي الله عنه وُلِد رضي الله عنه بقرية مَداغ العامرة، بناحية بركان بالمملكة المغربية الشّريفة، سنة 1942م، ونمت دوحته المثمرة، في ربوع الزّاوية القادرية البودشيشية المباركة، نهلا من أنوارها، وعبّاً من علوم الحقائق والرّقائق والدّقائق بها، على يد كبار المشايخ الفحول المتفردّين، بدءا بوالده العارف بالله الشيخ سيدي حمزة قدّس الله سره، وجدّه العارف بالله الشيخ سيدي العبّاس الذي أخد عليه عهد الطريقة القادرية البودشيشية تلقّى رضي الله عنه القرآن الكريم، وحمل الضّروري من علوم الدين، ليتدرج بعد ذلك في أسلاك التعليم باللغتين العربية والفرنسية، طالبا للعلوم الشرعية والوقتية، على يد مشايخ أجلاء من أمثال الفقيه العلامة إدريس بن الماحي الإدريسي، والأديب الأريب سيدي محمد بلخياط بثانوية مولاي إدريس بفاس، ثم بكلية الشريعة بها، على يد علماء أفذاذ مثل العلامة سيدي الغازي الحسيني في علم الفرائض، والعلامة سيدي عبد الكريم الدّاودي في الفقه الإسلامي والفقه الإسلامي المقارن، ثم بدار الحديث الحسنية على يد علماء أعلام أماجد، من أمثال العالم الشريف المحدّث الـمُسنِد، سيدي محمد بن حمّاد الصقلي، والفقيه الأصولي سيدي الحسين التّاويل، والعالمة المحدثة عائشة عبد الرحمن، الشهيرة ببنت الشاطئ، رحمة الله عليهم أجمعين، إلى أن توّج ذلك بنيله، رضي الله عنه، دبلوم الدراسات العليا في العلوم الإسلامية والحديث بدار الحديث الحسنية من خلال تحقيق ودراسة مخطوط «إرشاد المنتسب إلى فهم معونة المكتسب وبغية التاجر المحتسب» لأبي سالم العياشي سنة 1415هـ موافق 1955م؛ ودكتوراه الدولة من دار الحديث الحسنية، سنة 1422هـ موافق2011م، بأطروحة تنم عن الإدراك العميق، لضرورة أخذ الأبعاد السياقية المعاصرة بعين الاعتبار، والوعي بها والاستبصار، وقد استهدفت هذه الأطروحة المباركة تجديد أداء مؤسسة الزاوية في واقعنا المعاصر، ورفع كافة التحديات ذات العلاقة. وتَمّ إنجازها تحت عنوان: «مؤسسة الزاوية بالمغرب، بين الأصالة والمعاصرة». 

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية