آخر الأخبار

جاري التحميل ...

لطالبي سلوك الطريق

ذكر الصوفية في كتبهم أن هناك نوعين من الثمرات لطالبي سلوك الطريق إلى الله تعالى :
 النوع الأول : هو الذي أسموه بالكرامات المعجلة؛ أي الأشياء التي تحدث للسالك أثناء سيره إلى الله تعالى.
النوع الثاني : وهو المشاهدات والفتوحات .

النوع الأول وهو الثمرات المعجلة، فمنها : أن يفتح له بحلاوة العبادة في الصلاة والركوع والسجود فيحب أن يبقى يومه أجمع لا يشغله عن العبادة شاغل .
– أن يفتح له بحلاوة استماع كلام الله عز وجل وترديده على الأسماع والقلوب فيرزق في التلاوة بوارق الشعور بالمتكلم سبحانه وبفهم مراده من كلامه .
– أن يفتح له بعد ذلك - إن شاء الله - بالحياء من الله سبحانه وتعالى .
– أن يفتح له بحلاوة الذكر، فيرزق الفناء والاستغراق فيه حتى يغيب فيه ويدخل إلى عالم الغيب .

النوع الثاني من ثمرات السلوك إلى الله تعالى؛ فقد أسموه "المشاهدات" : ويقصد بها أن يكشف الله تعالى عن عبده السالك في طريقه "حجاب الوجود، ويطلع صبح التوحيد وقمره، وتبزغ شموس المعرفة، وينمحي ليل الوجود بطلوع فجر التوحيد؛ فيذهب في ذلك من لم يكن، ويبقى من لم يزل ".

يقول الإمام الواسطي عن المشاهدة :إنها مشارفة العبد ولوج قلبه ملكوت السماء، والمكافحة بصريح الحق وعلم اليقينوعين اليقين وحق اليقين ... كما لا ينضبط ما يبادي به الحق عز وجل عباده وأهل ولايته... ".

والواسطي هنا لا يختلف عمن سبقوه من مشاهير الصوفية، فالغزالي– مثلاً- يصف المكاشفة بأنها " نور في القلب عند تطهيره وتزكيته من صفاته المذمومة، وينكشف من ذلك النور أمور كثيرة كان يسمع من قبل أسماءها؛ فيتوهم لها معاني مجملة غير متضحة؛ فتتضح إذ ذاك حتى تحصل المعرفة الحقيقية بذات الله سبحانه، وبصفاته الباقيات التامات، وبأفعاله، وبحكمه في خلق الدنيا والآخرة، والمعرفة بمعنى النبوة والنبي ومعنى الوحي، ومعنى لقاء الله عز وجل، والنظر إلى وجهه الكريم، ومعنى القرب منه، والنزول في جواره ومعنى حصول السعادة، بمرافقة الملأ الأعلى ومقارنة الملائكة، والنبيين ... ".

وفى نفس المعنى يقول القشيري: " لم يزد في بيان تحقيق المشاهدة أحد على ما قاله عمرو بن عثمان المكي (رحمه الله)، ومعنى ما قاله: إنه تتوالى أنوار التجلي على قلب المريد من غير أن يتخللها ستر وانقطاع كما لو قدِّر اتصال البروق، فكما أن الليلة الظلماء بتوالي البروق فيها واتصالها إذا قدرت تصير في ضوء النهار، فكذلك القلب إذا دام به دوام التجلي مَتَع فلا ليل "

كما ورد عند الواسطي أن أهل الطريقة أنشدوا في أمر المشاهدة شعرًا، ومنه:

ليلى بوجهك مشرق
 وظلامه في الناس ساري

والناس في سدف الظلا
م ونحن في ضوء النهار 

من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل....

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية