آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مقام الخشوع عند ابن عربي

لا يكون الخشوع إلا إذا ما       يبصر القلب من تدلى إليه‏
وتجلى له بصورة مثل           غير هذا فلا يكون لديه‏
اعتز في مقام التجلي             فله الحكم لا يكون عليه‏

[النعت المحمود في الدنيا على قوم محمودين المحمود في الآخرة على قوم مذمومين‏]

الخشوع مقام الذلة والصغار وهو من صفات المخلوقين ليس له في الألوهية مدخل وهو نعت محمود في الدنيا على قوم محمودين وهو نعت محمود في الآخرة في قوم مذمومين شرعا بلسان حق وهو حال ينتقل من المؤمنين في الآخرة إلى أهل العزة المتكبرين الجبارين الذين يريدون علوا في الأرض من المفسدين في الأرض فالمؤمنون في صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وهم الخاشعون من الرجال والخاشعات من النساء الذين أَعَدَّ الله لَهُمْ مَغْفِرَةً وأَجْراً عَظِيماً ونعت أصحابه في الآخرة فقال خاشِعِينَ من الذُّلِّ يَنْظُرُونَ من طَرْفٍ خَفِيٍّ وقال وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى‏ ناراً حامِيَةً تُسْقى‏ من عَيْنٍ آنِيَةٍ لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا من ضَرِيعٍ‏.

[الخشوع لا يكون إلا عن تجل على القلوب‏]

ولا يكون الخشوع حيث كان إلا عن تجل إلهي على القلوب في المؤمن عن تعظيم وإجلال وفي الكافر عن قهر وخوف وبطش‏ قال عليه السلام:( حين سئل عن كسوف الشمس إن الله إذا تجلى لشي‏ء خشع له) اخرجه البزار.

وإذا وقع التجلي حصل الخشوع وأورث التجلي العلم والعلم يورث الخشية إِنَّما يَخْشَى الله من عِبادِهِ الْعُلَماءُ.

[الغت والغط في نزول الوحى‏]

والخشية تعطي الخشوع والخشوع يعطي التصدع وهو انفعال الطبع للخشوع والتصدع تقصف وتكسر في الأعضاء والغطيط الذي يسمع فيها كل ذلك من أثر الطبع القابل لأثر الوارد في التجلي الإلهي وهو الذي‏ كنى عنه الشرع بالغت والغط في نزول الوحي عليه كصلصلة الجرس وهو أشده عليه فإن نزوله شديد على هذا الهيكل البشري ولا سيما إن كان النزول بالقرآن كما قال ولَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ به الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ به الْأَرْضُ وقد يكون من الجبال القوة الماسكة الطبع الذي من شأنه الميل نظير الميد في الأرض ويكون من الأرض أرض الأجسام الطبيعية أَوْ كُلِّمَ به الْمَوْتى‏ ومن أصناف الموت الجهل يقول تعالى أَ ومن كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ لكان هذا القرآن يحيا بما فيه من العلم ويقطع به الأرض وتسير الجبال بما فيه من الزجر والوعيد.

الفتوحات المكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية