من هو أبو سليمان الداراني؟
تكلم عنه ابن القيم في المدارج وقال : ( كان أبو سليمان الداراني مضرب المثل في العبادة من أهل الشام مثلما كان الحسن البصري بالبصرة وهو من أبرز علماء الصوفية الحقيقية في القرن الثالث الهجري وكان يلقب بعابد أهل الشام )
وقال ابن كثير: (وهو أحد أئمة العلماء العاملين أصله من واسط قدم دمشق وسكن في قرية غرب دمشق يقال لها داريا ,فنسبه بالداراني إلى داريا رحمه الله)
قال عنه الإمام الذهبي في سير الأعلام:الإمام الكبير ، زاهد العصر أبو سليمان ، عبد الرحمن بن أحمد ، وقيل : عبد الرحمن بن عطية . وقيل : ابن عسكر العنسي الداراني . من أهل داريّا، قرية من قرى دمشق في سوريا.ولد في حدود الأربعين ومائة .
من أقواله:
- -"من رأى لنفسه قيمة لم يذق حلاوة الخدمة"
- -"الدنيا تطلب الهارب منها فإن أدركته جرحته, وإن أدركها الطالب لها قتلته".
- -وسأله رجل عن أقرب ما يتقرب به العبد إلى الله عز وجل فبكى وقال : " مثلك يسأل عن هذا ؟ أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله أن يطلع على قلبك وأنت لا تريد من الدنيا والآخرة غيره " .
- -" كل قلب فيه شك فهو ساقط " .
- -" لو توكلنا على الله ما بنينا الحائط ولا جعلنا لباب الدار غلقا مخافة اللصوص "
- -" من وثق بالله في رزقه زاد في حسن خلقه ، وأعقبه الحلم ، وسخت نفسه في نفقته ، وقلت وساوسه في صلاته " .
- - " إذا استحيى العبد من ربه عز وجل فقد استكمل الخير " .
- - " لا تعاتب أحدا من الخلق في زماننا فإنك إن عاتبته أعقبك بأشد مما عاتبته دعه بالأمر الأول فهو خير له "
- -" واحزناه على الحزن في دار الدنيا " .
- - ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : شكوت إلى أبي سليمان الوسواس ، فقال : " إني أرى ذلك قد غمك يا أبا الحسن ، إن أردت أن ينقطع عنك فإن أحسست بها فافرح بها فإنك إذا فرحت بها انقطع عنك ، فإنه ليس شيء أبغض إليه من سرور المؤمن ، وإن اغتممت منها زادك " .
- -" إذا وصلوا إليه لم يرجعوا عنه أبدا ، إنما رجع من رجع من الطريق " .
- - حدثنا أحمد ، قال قلت لأبي سليمان : أليس قد جاء الحديث : " إن المؤمن ينظر بنور الله " ؟ قال : صدقت ، ولكن أين الذي ينظر بنور الله ؟ قال : وقلت لأبي سليمان : إن فلانا وفلانا لا يقعان على قلبي ، قال : " ولا على قلبي ، ولكن لعلنا إنما أتينا من قلبي وقلبك فليس فينا خير وليس نحب الصالحين " .
- -" أرجو أن أكون قد رزقت من الرضا طريقا ، ولو أدخلني النار لكنت بذاك راضيا " .
- - أي شيء أراد أهل المعرفة ؟ والله ما أرادوا إلا ما سأل موسى عليه السلام " .
- -قال احدهم لأبي سليمان : سهرت ليلة في ذكر النساء إلى الصباح ، قال : فتغير وجهه وغضب علي فقال : " ويحك أما استحييت منه يراك ساهرا في ذكر النساء ، ولكن كيف تستحي ممن لا تعرف ؟ " .
- -قيل لأبي سليمان : " يكون في القلوب من يثاب على الطاعة قبل أن يدخل فيها؟ قال: ويحك ، وأين القلب الذي يثاب قبل أن يطيع،ذاك يعاقب قبل أن يعصي " .
- -" العارف إذا صلى ركعتين لم ينصرف منهما حتى يجد طعمهما ، والآخر يصلي خمسين ركعة - يعني من ليس له معرفة - لا يجد لها طعما " .
- -" لم يبلغ الأبدال ما بلغوا بصوم ولا صلاة ، ولكن بالسخاء ، وشجاعة القلوب ، وسلامة الصدور ، وذمهم أنفسهم عند أنفسهم " .
- -سألهم احدهم فقال : يا أبا سليمان ما أتقرب به إليه ؟ فبكى أبو سليمان ثم قال : " مثلي يسأل عن هذا ؟أقرب ما يتقرب به إليه أن يطلع من قلبك على أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو " .
- -" إن في خلق الله عز وجل خلقا ما تشغلهم الجنات وما فيها عنه ، فكيف يشتغلون بالدنيا ؟ " .
وفاته :
توفي عام (215 ﻫ)، ودفن في داريا وقبره فيها مشهور عليه بناء وقبله مسجد بناه الأمير ناصر الدين عمر النهرواني.