آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

عبارات الصوفية ومعانيها (الجزء 1)


كتاب : عبارات الصوفية ومعانيها
لأبي القاسم القشيري

  •  فأما قولهم : الوقت ، فهو بين الماضي والمستقبل ، قال الجنيد رحمة الله عليه : الوقت عزيز وإذا فات لا يدرك . وقيل : وقتك أعز الأشياء فأشغله بأعز الأشياء . وقيل سيف .
  •  وأما الحال : فهو منازلة العبد في الحين فيصفو له في الوٌقت حاله ووقته . وقال بعضهم : ما يتحول فيه العبد ويتغير بما يرد على قلبه ، وإذا صفا تارة ، ولم يتغير قيل له حال . وقال بعضهم : الحال لا يزول فإذا زال ، لم يكن حالاً .
  •  وأما المقام : فهو الذي يقوم بالعبد في الأوقات من أنواع المعاملات وصنوف المجاهدات ، فمتى أقيم العبد في شيء منها على التمام فهو مقامه حتى ينتقل منه إلى مقام آخر .
  •  وأما المكان : فهو لأهل الكمال والتمكين والنهاية ، فإذا كمل العبد في معانيه فقد تمكن من المكان لأنه قد عبَر المقامات والأحوال فيكون صاحب مكان .
كما قال بعضهم :
مكانك في قلبي هو القلب كله     وليس لشيء فيه غيرك موضع

  •  وأما الحق : فهو الله تعالى ذكره ، وهو قوله تعالى : {بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} .
  •  وأما الحقيقة : فهو وقوف العبد بدوام الانتصاب بين يدي سيده الذي آمن به ، فلو تخلل القلب شك أو ريب في من آمن به اضمحل الإيمان فبطل ، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم لحارثة : أن لكل حق حقيقة ، فما حقيقة إيمانك ؟ وقال الجنيد رحمه الله : أبت الحقايق أن تدع في القلوب مقراًّ للتأويل . 
وأنشد الجنيد :
ونعت الحقيقة للحق حقُّ      فمعنى العبارة فيها يدق

تبيد الصفات وتمحو الطباع   بمرِّ الحواس فهذا أرق

  •  وأما الإشارة : فما لا يتأتّى للمتكلم للإنابة عنه بالعبارة لكونه لطيفا في معناه ، وإيماء الإشارة أيضا إلا أنها لا تتعلق بالله ولهذا قال الشبلي رحمه الله : من أومأ إليه فهو كعابد وثن لأن الإيماء لا يصلح إلا إلى الأوثان .
 وأنشد النوري :
إشارة قلبي كما يرى         الذي لا يراه جفني

وأنت تضفي على ضميري    حلاوة السؤل والتمني

تريد مني اختبار سري        وقد علمت المراد مني 
وليس لي في سواك حظ      فكيف ما شئت اختبرني
وأنشد أبو العباس بن عطاء في مجلسه :
زجرت فؤادي ولم يزدجر      ويطلب منه شيئاً ومنه أوفر
يشير إلى الحق مستظهراً       وإني عليه شفيق حذر

  •  وأما الصفاء : فالخلوص من أثر الطبع والتعلق بالحقايق ومزايلة المذمومات . وقال بعضهم : الصفاء ما خلص من ممازجة الطبع ورؤية الفعل والميل إليه .
  •  وأما صفاء الصفاء : فهو اتصال ذلك مع السلامة من العلل .
  •  وأما الفوائد : فهدايا الحق وتحفة أصحاب المعاملات وإكرامه إياهم بزيادة الفهم في وقت إقامتهم للخدمة ليجدوا حلاوة الطاعة ويشهدوها ويتمتعوا بها . وقال بعضهم : هي ملاطفات الحق لأهل معاملاته في وقت الخدمة بزيادة الفهم .
  •  وأما الخاطر : فحركة تظهر في القلب وتطوف به ولا تلبث بل تزول بخاطر آخر مثله . وقال الجنيد : أن الخاطر الصحيح أول الخاطر . وقال بعضهم : الخاطر تحريك السر (لا بداية له وإذا خطر بالقلب فلا يثبت فيزول بخاطر آخر مثله) والواقع ما يثبت ولا يزول بواقع آخر . والقادح قريب من الخاطر إلا أن القادح لأهل الغفلة والخاطر لقلوب أهل اليقظة .
  •  وأما الحيرة والتحير : فبديهة ترد على قلوب العارفين عند تأملهم وحضورهم وتفكرهم تحجبهم عن التأمل والفكرة . وقيل : هي حالة ترد في قلوبهم بين اليأس والطمع في الدخول إلى المقصد ووجود المطلوب ولا يتحقق لهم الطمع وحده ولا اليأس وحده فلذلك تحيّروا .
  •  وأما الدهش : فهيبة من المحبوب تصدم قلوب المحبين .
 وأنشد :
حب من أهواه قد أدهشني        لا خلوت الدهر من ذاك الدهش

وأنشدت لعلي كرم الله وجهه :

علم المحبة واضح لمريده           وأرى القلوب عن المحبة في عمى 
فلقد عجبت لهالك ونجاته            موجودة ولقد عجبت لمن نجا
ولغيره
لا تعجلوا بملامتي       قامت عليَّ قيامتي

  •  وأما الطوارق : ما يطرق قلوب أهل الحقايق من طريق السمع فيجدد لهم حقايقهم . ومعناه في اللغة : ما يطرق بالليل ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه :"اللهم إني أعوذُ بكَ من كل طارق إلاّ طارقاً يطرق بخير" .
أنشد

يا راقد الليل مسرورا بأوله           إن الحوادث قد يطرقن أسحارا 

  • وأما الشطح : فكلام يترجمه اللسان عن وجد يفيض من معدنه مقرون بالدعوى ، إلا أن يكون صاحبه مُسْتَلَباً ومحفوظاً . والشطح في لغة العرب : الحركة .
  • وأما الطوالع : فأنوار التوحيد تطلع على قلوب أهل المعرفة بشعاعها فيطمس سلطان نورها سائر الأنوار ، كما أن سلطان الشمس يخفي الكواكب .
  • وأما الذهاب : فأتمُّ من الغيبة وهو أن تغيب القلوب عن حس كل محسوس بمشاهدة المحبوب .
  • وأما النفس : فروح سلطه الله على نار القلب ليطفئ شررها . وقيل إنها من العبد على ممر أوقاته المعدودة عليه .
قال الله تعالى :"إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا" وقال ابن عباس رضي الله عنهما : النَّفَس بعد النَّفْس .
  • وأما الصول : فالاستطالة باللسان من المريدين على أبناء جنسهم بأحوالهم وهو مذموم .
  • وأما التفريد : فأفراد المفرد برفع الحدث وأفراد القدم بوجود حقايق الفردانية .
                                                        التالى >>

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق