آخر الأخبار

جاري التحميل ...

من آداب المريد ألا يوصـل الكـلام القبيح إلى شيخه

ومن آداب المريد ألا يوصـل الكـلام القبيح الذي يغير قلب الشيخ أو الإخوان أو أحـد مـن الناس فضلا عن الذاكرين الله من إخوانه فضلا عن شيخه، ولو رأى في ذلك ضرورة معينة فليجتنب ذلك وليرد الأمر إلى الله تعالى ويتيقن أن الشيخ قد أطلعه الله على ذلك قبل أن يبرز، ومن لم يعتقد في شيخه هذا وأكثـر فـلا يفتح عليه في شيء من السر وإن بقي مع أهل الله سنين عديدة، لأن باب الفتح التعظيم وعنه ينشأ الأدب، والذي يرى شيئا من الإخوان ويوصله هو الغافل عن الله أقبح من غيره، ولو كان مشغولا بذكر الله تعالى لعمي عن عيوبه لا سيما عيوب غيره، انظر إلى الشاب الذي دخل على السري السقطي رضي الله عنه وسأله الشاب عن حقيقة التوبة فقال : هو أن لا تنسى ذنبك، فقام الشاب فقال : هو أن تنسى ذنبك، وكيف يشهد الفقير نفسه ويشهد ربه : هذا هو المحال، مهما ذكرت ربك نسيت نفسك، ومهما ذكرت نفسك نسيت ربك، قال تعالى : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) اي إذا نسيت ما سواه فحينئذ تكون ذاكر الله، وهذه الطائفة ليس عندهم الذنب الذي يصدر من الجوارح إنما الذنب عندهم الذي يصدر من القلب وهو ثبوت الغير مع الله سبحانه، ولنرجع لكمال المعنى : ولا بد للشيخ أن يتغير إذا سمع ذلك على أحد من الفقراء فضلا عن من هو عنده متهوم بالرجلة الكبيرة، والعبد محل الخطأ والنسيان، ولا بد من ظهور الوصف المذموم على السائر حتى يتخلص من نفسه، ولا ينبغي أن يتناول الكلام في حضرة أهل الله على الخير لا سيما على الشر، لأن كلام الشر لا يقوله إلا أهل الشر، وحال هؤلاء القوم ثلاث : إما الذكر أو الفكر أو المذاكرة لا غير، ومن زاد على ذلك فهو السلكوط الكبير، قال عليه الصلاة والسلام : (طوبى لمَن كان قوله ذكراً وصمتُه تفكُّراً ونظرُه عبرة) أو كما قال عليه السلام.وقال أهل الحديث إنه من كلام سيدنا عيسى عليه السلام، ولا ينبغي للفقير أن يتكلم في شيء من غير ضرورة وإن أتته الضرورة فليتكلم قليلا، لأن الكلام طبع النفس، وما دامت متكلمة فهي حاكمة على الروح، فإذا صمتت وصار عندها الصمت طبعاً علمنا أن الروح حاكمة على النفس والروح متكلمة في ذلك الوقت،ومعنى كلامها تأخذ العلم عن الله، ولا منعها قبل ذلك من العلوم إلا الطبع البشري مثل الكلام وغيره.

الآداب المرضية لسالك طريق الصوفية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية