آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ذكر الله مفتاح

فكرة الحاجة إلى الشيخ المربي الروحي ليست جديدة؛ فقد تداولتها مصادر صوفية عديدة، لكنها ما زالت مطلبا عزيزًا في عالم يعيش أناسه في جحيم ماديات ضالة ومغرقة وغريزيات مدمرة لإنسانية الإنسان الكامن جوهرها في الاعتصام بحبل القيم التي يأمر بها خالق الكون ومدبره.

في نهاية الأسبوع المنصرم جرى حديث بيني وبين أحد أصدقائي في الموضوع فأحسست به يتوق إلى سكينة الوجدان رغم كونه في الظاهر ما زال راكبا رأسه منافحا عن موقف نقيض غير مؤسس.. مما اضطرني أن أسلك معه مسلكا نسجته وسيجته بحجاج هادئ ناء عن أهواء..

قال صديقي :

مَن هو الشيخ المربي الروحي الذي هو المنى والطلب ؟

قلت له :

إنه السالك طريق الحق..
العالم بالكتاب والسنة..
المحلى بالأخلاق المحمدية..
الآخد عن شيخ محقق..
الدافن ذاته في أرض العبودية..
القائم بإذن وإرادة مولاه..

قال صديقي : 

وماذا يعمل هذا الشيخ المربي الروحي ؟

قلتُ له : 

الشيخ المربي الروحي يتولى إرشاد المريدين والفقراء والسالكين وعموم الطالبين في أرض الله الواسعة..
ويقرر في قلوبهم الدين والشريعة..
ويحببهم إلى الله..
وهذه مهام جليلة لا يمكن أن يطلع بها إلا من تولّى الله أمره بالكلية؛ فيأتي مجموع حركاته وسكناته بإرادة مولاه؛ حيث لا يقوم ولا يعمل إلا به..

قال صديقي :

وما شرط الارتباط بهذا الشيخ المربي الروحي ؟

قلت له :

الشرط الجامع المانع هو التوجه إليه؛ بما يعنيه هذا التوجه من امتثال وانقياد واتباع وتشريف وتعظيم وتأثر..

وقد بسط سيدي الحاج العباس القادري بودشيش رضي الله عنه كل هذا في مثال حسي بالغ الدلالة فقال : "التوجه شبيه بالمطر النازل من السماء متى عرضت له إناء امتلأ، ومتى قلبته لا يمتلئ".

فمتى رفع الشخص همته بعد إيقاظها ثم جمعها في صحبة الشيخ المربي الروحي العارف بالله وارتبط بمحبته، إذ التوجه محبة، نال خيرا عميما..

ختمت حديثي العابر مع صديقي مذكرا إياه بما صدر عن سيدي حمزة القادري بودشيش رضي الله عنه من قول صوفي حكيم في موضوع التوجه :

"التوجه مقام من المقامات.. وهو فضل الله يمنُّ به على عباده، ولكن كل شيء يحصل بالاجتهاد في الذكر؛ لأن الذكر هو الذي يفتح أبوابا إلى التوجه والحضور مع الله".

من أريج اتّصالي
عبد اللطيف شهبون

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية