آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

شرح أسماء الله الحسنى (القهار)

شرح أسماء الله الحسنى (القهار)

في معنى اسمه " القهار "


القهار : اسم من اسمائه تعالى ، ورد به نص القرآن بأنه قاهر وأنه قهار قال الله تعالى : " وهو القاهر فوق عباده " وقال سبحانه وتعالى : " هو الله الواحد القهار " واختلف أهل الحق في معنى القهار هل هو من صفات الذات أو من صفات الفعل فقال قوم إنه من صفات الذات وهو بمعنى المبالغة من القاهر ومنهم من قال إنه من صفات الفعل ومعناه الجبار الذي يحصل مراده من خلقه شاءوا أو أبوا رضوا أو كرهوا ، وأما الإشارة فيه فمن علم أنه القهار خشي بغتة مكره وخاف فجأة قهره . فيكون رجلا بقلبه ، منفردا عن قومه مستديما لخدمة ربه ، مفارقا لخلطائه وصحبه . كما قيل :

فريد عن الخلان في كل موطن       إذا عظم المطلوب قل المساعد

واعلم ان الله سبحانه قهر نفوس العابدين وقهر قلوب العارفين وقهر أرواح المحبين ، فنفس العابد مقهوره بخوف عقوبته ، وقلب العارف مقهوره بسطوة قربته وروح المحب مقهوره بكشف حقيقته،فالعابد بلا نفس لاستيلاء سلطان أفعاله عليه.والعارف بلا قلب لاستيلاء سلطان إقباله عليه ، والمحب بلا روح لاستيلاء كشف جلاله وجماله عليه.

واعلم أن قهر الحق سبحانه وتعالى للأغيار بتنغيص أحوال الدنيا ، وأن قهره الأحباب باختطاف الأسرار عما سوى المولى ، فليس لهم مع مخلوق قرار ، ولا للأغيار عندهم مقدار ، طلعت شواهدهم عند شهوده ، وبادت سرائرهم عند ظهوره ، فهم محو فيما هنالك الأشباح موجودة . والأرواح مفقودة ، وفي معناه أنشدوا :
محوت إسمي ورسم جسمي       وغبت عني ودمـت أنتا
وفي فنائي فني فنانــــــــي !      ففي فنائي وجـــدت أنتا
فأنت مني خيال عينـــــــي     وحيث ما كنت كنت أنتا

واعلم أن الله تعالى قهر جميع عباده بالموت الذي ليس لأحد عنه محيد لم ينج منه نبي مرسل ولا صفي مفضل ، ولا ينجو منه ملك مقرب ، ضاقت عند ذلك صولة المخلوقين وبادت عند سطوته قوى الخلائق أجمعين . 
ويقال إن الله تعالى يذيق ملك الموت طعم الموت فيقول عند الفزع وعزتك لو علمت أن طعم الموت يكون مثل هذا ما قبضت روح أحد ، وناهيك من قهره للعباد أنه يقبض أرواح جميع المخلوقين ثم يقول لمن الملك اليوم ، فيرد على نفسه لله الواحد القهار ، فأين سلطان الجبابرة عند ذلك وأين ولاية الأكاسرة فيما هنالك وأين النبياء والمرسلون وأين الملائكة المقربون وأين السفرة الكاتبون وأين آدم وذريته وأين أهل الجحد وأين أهل التوحيد والزهاد زهقت النفوس وبليت الأرواح ، وبقي الذي لم يزل ولا يزال .

القشيري

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق