نفحات الطريق

يعنى الموقع بالتأصيل الشرعي للتصوف المقتبس من مشكاة نور النبوة والتعريف بمقامات وأعلام الصوفية. إلى جانب نشر كتب ورسائل عن التصوف.

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

التجريد في كلمة التوحيد/ أبو حامد الغزالي -11

فــصـــل

متى تَنتبهُ من سِنة غفلتك وتَصحُو من خمار سكرتك فتفهم ما تذكر وتعلم ما تقول ؟ أُمرتَ بالفهم ثم بالذكر و أُمرتَ بالعلم ثم بالقول ، فما لم تُعلَمْ لم تقل وما لم تفهم لا تذكر ، إذا قلت " لا إله إلا الله " و أنت غافل القلب غائب الفهم ساهي السر فلست بذاكر ( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) إذا ذكرته فليكن كلك قلباً ، وإذا نطقت به فليكن كلك لساناً ، وإذا سمعت فليكن كلك سمعاً و إلا فأنت تضرب في حديد بارد كما قيل :

إذا ذكرتك كاد الشوق يقتلني و غفلتي عنك أحزان و أوجاعُ
فصار كلى قلوباً فيك واعية للسقم فيها والآلام إسراعُ

فــصـــل

إن سلَّط سلطان " لا إله إلا الله " على مدينة إنسانيتك لم يُبْقِ في دائرة دارك دَيَّار ، ولم يسلكها أحد من الأغيار و لم يبق معه لك فرار، و لا تُبقِى و لا تذر ( إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ) فيصير عز كبرك مذلة و تواضعاً ، و عز كثرتك قلة ، وعز وجودك محواً ، وعز بقائك فناء ، وتتبدل كل صفة مذمومة بصفة محمودة، وتنقل من عز هو ذل إلى ذل عزه، ويقطع منها شجر صفاتك المذمومة ، ويزول عنك عُوسج الكفر والتعطيل ، ويذهب منها شوك التشبيه و التمثيل ، ويغرس فيها ريحان الإيمان و التوحيد ، وينبت فيها التنزيه و التفريد ، وتتنوع صفاتك المحمودة ( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا).

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق