آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مناقب الشيخ الهادي بن عيسى -16

أما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المنسوبة للشيخ رضي الله عنه فنصها :

(اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا محمدٍ قِبْلَةَ أَرْوَاحِ المُحِـبِّين، وَإِنْسَـانِ عَيْنِ حَيَاةِ المُخْلِصِين، أَمِينِـكَ الشَّـاهِدِ الأَعْظَمِ، وَرَسُولِكَ المُشَاهِدِ الأَفْخَمِ، رُوْحِ ذَاتِ المَلِكِ وَالمَلَكُوتِ، وَبَحْرِ أَنْوَارِ الحِكْمَةِ وَالرَّحَمُوتِ سِرِّكَ السَّارِى بِتَوْحِيدِكَ فِي عَالَمِ الوَسَائِطِ وَالمِعْرَبِ، بِأَسْرَارَ الذَّاتِ المُنَزَّهَةِ عَنِ المُرَكَّبَاتِ وَالبَسَائِـطِ، صَلَاةً تَلِيقُ بِكَ مِنْـكَ إِلَيْهِ، وَتَفُــوقُ وَتَفْضُلُ جَمِيعَ صَلَـوَاتِ المُصَلِّينَ عَلَيْهِ، وَأَنْزِلْنَا اللَّهُمَّ مَوَاطِنَ عِلْمِهِ وَمَعَالِمِهِ، وَقَرِّبْنَا إِيَّاهُ فِي عُلُوِّ قَدْرِهِ العَظِـيمِ وَمَرَاتِبِـهِ، وَارْضَ الَّلهُمَّ عَنْ أَصْحَابِهِ نُجُوْمِ الهُـدَى وَبُدُورِ الاِقْتِدَاءِ، وَآلِهِ السَّـادَاتِ الأَبْرَارِ، مَا تَعَاقَـبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَسَلِّمْ تَسْلِيـًماً كَثِيْراً، وَلَاحَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيْمِ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ).

هذه التصلية المباركة الميمونة ويتلوها حزب الإبريز وأسماه هنا وإن كان موجودا ومعروفا عندكم جمعا لما وفقنا عليه من كلام الشيخ : اللهم صل على سيدنا محمد إبريز كنز المنى والفوز العظيم، وإنسان عين حسن الباهرة القديم الحائز بما لا يدرك في النظر بمعاني الاكتساب في الأزل القديم، شمس الحقيقة اللائحة بسمت العناية وغاية منتهى النهاية في الصدق العميم، راية الحلم المطرّقة بنور سر عين الحياة، الفائزة بشمائل الفضل والتكريم، صلاة تشرق على قائلها بطوالعها المنوطة بمواهب الرحمة منك يا رحيم، اللهم بحق صدق الصادقين لديك، وقسم المجتبين من خاصة الخلق عليك، وتضرع النبيين المنتسبين بالحق إليك، وبجلالك الجالى للعظمة والكبرياء، وجمالك العالي بظهور الرحمة والهناء فأضحى الجلال ممزوجاً به لإدارة الحلم عند حلول القضاء والجزم بالحكم، وقد نفذ الأمر وطويت صحف النجاة، فيظهر جمالك في مرآة عين المشاهدة للراغبين، فيتضرع ضراعة الصدق بالتوجه إليك والخضوع في طلب الرفق، فيلوح من ناحية علمك نور العفو لأن لا تزيغ قلوب الخائفين، ولولا الظهور منك برؤية الجمال لهلك الكل بالكل بل الكل بالبعض من بعض بعض البعض من جلالك، فلك الحمد على ما أسديت وأنعمت إذ كل موجود لا ينكر ما به جُدت وأكرمت، ولو أسندتنا إلي أحد سواك طرفة عين ما سلم من أتى بنصف ذرة من الذنب، لكن فضلك عميم على جميع خلقك وإن كان العدل منك مهلكا لمن عصاك فأخفاه سترك بحجاب الفضل حتى ظن من كفر بنعماك أنه لا يقدر عليه أحد ولم يعلم بجهله أنك البر الرحيم.

أسألك الحفظ والعصمة من الشرك والشك وزوال النعمة بالنقمة والنظر إلى سواك بعين الذل والامتهان فإنه لا يقدر أحد عن كشف الضر غيرك، وما أفلح من أفلح إلا من أناب إليك فأنت المعد لكل ما تضيق به النفس وأنت أرحم بها منها عليها، فلا يعلم قدر فضلك على من أكرمته إلا أنت فأكرمني بنوال منه حتى لا أصدع إلا لك، وآنسني بأنس معرفتك في غيابات ليل ظلمة الجهل، وبين لي سبيلا يرشدني لوصول حضرتك فلا مانع لما أعطيت، ولو كانت القدرة نافذة لغيرك لوقع المنع وضاق العطاء، فهنيئا للواقف بساحل نيل فيض بحر إحسانك الشامل، فقد أظهرت ما أظهرت وأخفيت منه لحكمة ما شئت، والكل موجب لشكرك، فألهمني اللهم له مادمت راجياً لعطائك الذي لا ينفذ إذ المخازن وسعت كل شيء كما وسعت رحماك في دنياك جميع الكائنات من خلقك، وخصصت يوم لقائك من أقر بوحدانيتك وآمن برسلك.

اللهم ارزقني محبة المخلصين من أوليائك وألفني بهم حتى أكون من أعظمهم لديك، واجعلني فيهم من المقبولين عنك، واحرسني بعين عنايتك التي لا ترام فأنت الولي والنصير، اللهم بحق هيبتك التي لو ألقيت منها قدر حبة من خردل على جميع بحارك لسعرت خوفاً وعلى شوامخ جبال أرضك لدكت وأصبحت نسفًا، أيدني بالقرب من البعد وألبسني حلة من سر سطوتها القاهرة عند لقاء كل جبار عنيد وأيدني بتأييد نصرك العزيز، فأنت أقرب إلي من حبل الوريد، لا أنكر فضلك ولا أعرف غيرك، فمن ذا الذي يعصمني منك إذا أوجبت العقاب وصرفت على مَن خذلت جبراً عليه موارد العذاب، فلا تجعل عقوبة من عصاك طامعاً في رحمتك، فليس على أحد غير منتك فلا سعيد من أبغضته، ولا شقى من رحمته، ولولا رحمتك سبقت غضبك وجرى بذلك قلمك ما ظهر على من طردته جودك وفضلك، فنسألك اللهم دوام العافيتة المصحوبة بلطائف اللطف الخفي، إذ الظاهر يشرق منه عند حلول النقمة فيكون بعد فتنه القلب والجزع السبب في الحيرة، ونحن ضعاف لا نقدر على حمل الضر، وقد عوت من أحبت منك الخير فنطلب منك أن لا يعقبه كورٌ يهتك الستر علينا فمن وجوب الوجوب على الكريم أن يمنح بالعطاء من أساء إليه من غير واسطة فكيف من أتى بعقد واسطة الوسائط حبيبك الذي توجته بتاج العز والنصر وأيدته بقربك في أعلى الملكوت وأقمته مقام العز في بساطك الجبروت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هديت به من أرشدته لدينك القديم، وجعلته كريما في كل من شرفت وعظمت، وأطلقت على لسانه الحق فأصبح ظافرا بغنائم الذكر والسر والفخر حتى شاهد مشاهد الأسرار الربانية والمعاني الإلهية بقدس حضرتك العالية، فما أكرمها من عطية تفرَّد بها على جميع الأنبياء والأصفياء، وخصصته بشفاعة أمته يوم القيامة كما يرجوها أهل سمواتك وأراضيك من جميع خلقك حيث لم يطلب غيرها، فنسألك اللهم أن تجازيه عنا ومن آمن به أفضل ما هو أهله، وأن تصلي عليه وعلى آله صلاة لا تعد ولا تنحصر ولا تنقطع مادام دوامك وارتفع شأنك وعز سلطانك.

اللهم اجعلني من الداخلين في زمرته، وممن يموت على ملته، وارزقني شفاعته الكبرى، ولا تحُل بيني وبينه طرفة عين، وغيبني في محبته، واجعلني مأمونا في كنف حرزه كما وعدني وعداً سمعته منه وعاهدني عهداً نتج منه عهد الصادقين وصافحني براحته الشريفة فتشبكت الأصابع حتى أدركت الغرض وقال لي ما أخفيته وأنت أعلم به مني.

فنسألك اللهم لساناً طليقاً في مدحه لا يكلُّ ولا يفتر، وعلى نوال فضلك لا يزال يحمد ويشكر. وصل اللهم عليه وعلى آله عدد علمك المحيط بجميع ما شهرت وسترت، وعدد ما به أحطت في كل لحظة إلى أبد الأبد، وعلى جميع الأنبياء والملائكة والأبرار بفضلك وكرمك يا عزيز يا جبار.

اللهم اقبل دعائي، وثبت رجائي، واختم عليَّ وعلى عبادك المؤمنين بالشهادة آمين.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

انتهى حزب الإبريز.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية