نفحات الطريق

يعنى الموقع بالتأصيل الشرعي للتصوف المقتبس من مشكاة نور النبوة والتعريف بمقامات وأعلام الصوفية. إلى جانب نشر كتب ورسائل عن التصوف.

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

ذِكْرُ فَتْحٍ الْمَوْصِلِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ مُحَمَّدُ بْنُ بُرَيْهٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مَنْصُورِ ابْنِ أُخْتِ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ خَالِي بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ فِي مَنْزِلِهِ جَالِسًا، فَدَقَّ الْبَابُ، فَقَالَ: انْظُرْ مَنْ هَذَا؟ فَخَرَجْتُ فَإِذَا شَيْخٌ عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ وَعَلَى رَأْسِهِ مِئْزَرُ صُوفٍ، وَبِيَدِهِ رَكْوَةٌ، فَقَالَ: تَقُولُ لِأَبِي نَصْرٍ أَخُوكَ أَبُو نَصْرٍ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَأَعْلَمْتُهُ، فَخَرَجَ خَالِي مُسْرِعًا، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ، فَأَدْخَلَهُ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ أَنَا وَأَنْتُ مِنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ فِي الْغُسْلِ قَدْ شَكَكْتُ فِيهِ، فَقَامَ خَالِي فَأَخْرَجَ قِمَطْرًا فَفَتَّشَهَا، ثُمَّ أَخْرَجَ دِفْتَرًا مِنْ قَرَاطِيسَ فَقَرَأَ مِنْهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَعَدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ وَاجْتَهَدَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ» فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ: اسْمَعْهُ مِنِّي لَا أَكُونُ أَغْلَطُ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ خَالِي: هَاتِهِ وَجَعَلَ خَالِي يَنْظُرُ فِي الدِّفْتَرِ، فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَعَدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ وَاجْتَهَدَ، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ» فَقَالِ الرَّجُلُ: قَدْ حَفِظْتُهُ، ثُمَّ أَخْرَجَ خَالِي مِنْ كُمِّهِ قِطْعَةً، فَقَالَ لِي: هَذِهِ نِصْفُ دِرْهَمٍ اشْتَرِ بِدَانِقَيْنِ خُبْزًا وَبِدَانِقٍ تَمْرًا، فَمَضَيْتُ وَاشْتَرَيْتُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ إِلَيْهِ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيِ الشَّيْخِ، فَأَكَلَ الشَّيْخُ وَخَالِي وَأَكَلْتُ مَعَهُمَا، ثُمَّ قَالَ الشَّيْخُ لِخَالِي: تَأْمُرُ بِشَيْءٍ، فَسَلَّمَ خَالِي عَلَيْهِ وَخَرَجَ مَعَهُ إِلَى بَابِ الدَّارِ، فَلَمَّا مَضَى الشَّيْخُ قُلْتُ لِخَالِي: مَنْ هَذَا الشَّيْخُ؟ فَقَالَ: أَوَلَا تَعْرِفُهُ؟ هَذَا فَتْحٌ الْمَوْصِلِيُّ، الْحَقْهُ فَاسْأَلْهُ أَنْ يَدْعُوَ لَكَ.

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَطَشِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَابِتٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُوسَى، يَقُولُ: رَأَيْتُ فَتْحًا الْمَوْصِلِيَّ فِي يَوْمِ عِيدِ الْأَضْحَى وَقَدْ شَمَّ رِيحَ الْقُتَارِ، فَدَخَلَ إِلَى زُقَاقٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " قَرَّبَ الْمُتَقَرِّبُونَ إِلَيْكَ بِقُرْبَانِهِمْ، وَأَنَا أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِطُولِ حُزْنِي، يَا مَحْبُوبُ كَمْ تَتْرُكُنِي أَتَرَدَّدُ فِي أَزِقَّةِ الدُّنْيَا مَحْزُونًا ‍ قَالَ: ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ، وَحُمِلَ فَدَفَنَّاهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ ".

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق