وأما حكم عالم الأجساد ، فهي تأكل وتشرب وتنام وتجري عليها العوارض والموت والآلام . وأما الأرواح القدسية ، فليس غذاؤها غذاء الجسدانية ، بل غذاؤها بالنور والذكر والحضور ، وشرابها من جنة بدوام السرور ، كأنها في عليين في مقعد صدق لمناجاة أرحم الراحمين لا يحجبها حجاب الطين ، ولا السموات ولا الأرضين ، ولا الحجب السبعين ، بل هي ناضرة إلى ربها ناظرة . وأما الأرواح السوادية فغذاؤها من الزقوم وشرابها من الحميم ، وهي محبوسة في سجين ، ونسأل الله السلامة والعافية ، ونعوذ بالله من خلق أهل النار ، وأن يجعلنا بفضله وكرمه من المصطفين الأخيار ، في زمرة سيدنا محمد المختار ، المخلدين في دار القرار ، وإتماما لذلك النعيم بالنظر إلى وجهه الكريم بلا حجاب عن ذي العرش العظيم ، وبلا حصر وحدود لذات الرحمن الرحيم ، انتهى . وهو عجيب .
** ** **