آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شرح الحكم العطائية - ابن عباد

(خَفْ مِنْ وُجودِ إحْسانِهِ إلَيْكَ، وَدَوامِ إساءَتِكَ مَعَهُ، أنْ يَكونَ ذلِكَ اسْتِدْراجاً لَكَ : "سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ")

قال ابن عباد :
الخوف من الاستدراج بالنعم من صفات المؤمنين، وعدم الخوف منه مع الدوام على الإساءة من صفات الكافرين.؟ يقال : من أمارات الاستدراج ركوب السيئة، والاغترار بزمن المهلة، وحمل تأخير العقوبة على استحقاق الوصلة، وهذا من المكر الخفي، قال تعالى : (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) أي لا يشعرون بذلك، وهو أن يلقي في أوهامهم أنهم على شيء وليسوا كذلك، يستدرجهم في ذلك شيئا فشيئاً؛ حتى يأخدهم بغتة، كما قال تعالى : (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ) إشارة إلى مخالفتهم وعصيانهم ( فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ )، أي : فتحنا عليهم أسباب العافية وأبواب الرفاهية (حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا) من الحظوظ الدنيوية، ولم يشكروا عليها برجوعهم إلينا (أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً) أي : فجأة ( فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) أي : آيسون قانطون من الرحمة.

قال سهل بن عبد الله رضي الله عنه في قوله تعالى: (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) نمدهم بالنعم، وننسيهم الشكر عليها، فإذا ركنوا إلى النعمة، وحجبوا عن المنعم أُخدوا.
وقال ابن عطاء الله : كلما أحدثوا خطيئة جددنا لهم نعمة، وأنسيناهم الاستغفار من تلك الخطيئة.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية