آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب : التَّحقيق في النَّسَبِ الوثيقْ والحديث الصّحيح الحَفيظ (أنساب الشرفاء الادارسة)(2)

قال صاحب الحديث : أخد جبريل عليه السلام يُحدّث ويُخبر النبي صلى الله عليه وسلم ما كان قبلَهُ وما يحدثُ بعدَهُ إلى يوم القيامة، وحَفِظَ كُلُّ من حضرَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث. قال الراوي رحمه الله : الحمد لله الذي أظهر الحقَّ بالإسلام والحمد لله الذي فضّلنا بالإسلام وأفاض علينا سَوابغَ الإنعام وإكرامه وأنعامه على الدوام وخصّنا بنبيّه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ورزقنا (حسن) اتباع سنته صلى الله وسلم عليه وعلى آله وذُريته التي ليس السؤال إلاّ بها للملك العلام سبحانه. وإذا سألت بهمُ النجاة من المهالك نِلْتَ الاعتصام، وجعلهم عُرْوَةَ الوُثقى ليس لها انفصام، وصلوات الله دائمةً عليه ما هبّت رياح البركة الموجودة ولاحت عليه شُموس الزّهريَّة، وهو سراجُ الذَّهب في ذُريَّة السيد الحُسيت بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وأرضاهم ومتّعنا بمحبَّتهم آمين ومحبّة نسبَتِه يا ربَّ العلمين.

قال صاحب الحديث : ها أنا أذكُرُ إن شاء الله نَسَب السّيدين المُهتَدَيْن المرتضين سيدي شباب أهل الجنة الحَسَنِ والحُسَيْنِ رضي الله عنهما وأذكرُ نسبَ الإمام الأشهر صاحب الحوض الأوفر والبركة والسر الأطهر مولانا إدريسْ بن إدريس بن عبد الله الكامِل المُكنّى بالكامل بن حسن بن حُسين بن علي بن أبي طالب رضي وكرّم وجهه، فلولده السيد عبد الله الكامل المدكور ستة أولاد إخوانا أحَدُهُم : إدريس المدكور والثاني محمد والثالث إبراهيم والرابع عيسى والخامس يَحيى والسادس سُليمان. فأما محمد بن عبد الله وقام في الحجاز سلطانا فغُ،در فقتِل عام ستّة وستين ومائة وقيل قتل سنة ستة وسبعين. واما إبراهيم بن عبد الله فقام في مدينة البصرة فقُتلَ بالغدر أيام جعفر المنصور. وأما عيسى بن عبد الله وقام في مدينة الديْلَمْ سُلطانا في خلافة هارون الرشيد فسقي سَمًّا فمات غدرًا مطعونا. وأما مولانا إدريس بن عبد الله الكامل فإنه فَرَّ بنفسه هاربًا إلى المغرب الأقصى مع مولاه راشد بن راشد القرشي، فنزل بمدينة تلمسان وبايعه أخاه سُليمان وقسَمَ معه الجيش وخرج منها للمغرب وهو يجدُّ السّير حتى قدِمَ على مدينة وليلي، ثم انتقل إلى مدينة طنجة فلم يجد فيها ما يدلّ على الحالِ، فولّى منها راجعًا إلى مدينة وَليلي وهي مدينة أبي المعالي، وتسمّى في هذا الزمان بقصرِ فرعون. فوجد فيها عبد المجيد الزرهوني سلطاناً، وكانت الخلافة في المغرب في قبائل البربر. فبايع عبد المجيد المذكور مولانا إدريس وتولّى النيابة عنه، وكان وزراؤه ثلاثة عُمَير بن مَصعب الوربي ،وعبد المجيد المذكور الزرهوني الذي كان سلطانا، ومولاه راشد بن راشد القرشي. ثمّ تزوّج مولانا إدريس جاريةً اسمها كنزة بنتُ عبد المجيد وكانت حسنةَ الخد والقد والبهاءِ والجودِ وحسنِ الاعتدال، وكانت تُضرَب بها الأمثال. فحملت منه النجل النجيب سيدنا ومولانا إدريس. ثمّ أتاه سليمان بن جرير الزّبيدي من المشرق، بعثه إليه هارون الرشيد بقَرورة مسمومة من المسك، فأقام عنده أيامًا كثيرة يرتقبُ فيه الفرصة وهي الغفلة والله أعلم. حتى أنِسَ به وأدناه منه وقرّبه من نفسه فأهدى إليه تلك القرورة وشمّها السلطان مولانا إدريس المذكور فطلع الشَّمُّ إلى خياشِمه ومات مولانا إدريس المذكور رحمه الله ولا رحِم من قتله.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية